ظهر يوم السادس عشر من فبراير 2002، خرج الأستاذ نزيه أبو السباع من مدرسته، ماضياً نحو منزله حين انفجرت سيارة من موديل "ميتسوبيشي" بجواره أثناء موروره بقربها، الانفجار انطلق في الوقت الذي كانت مروحية عسكرية اسرائيلية كانت تحلق في سماء جنين.
وكانت هذه هي النهاية التي ترك نزيه بعدها طلبته وأحبته يبكونه، وهو لما يتجاوز التاسعة والعشرين عاماً.
ولد القسامي نزيه أبو السباع عام 1972 في مدينة جنين، درس في مدارسها، ثم التحق في جامعة القدس أبو ديس تخصص الهندسة الكيميائية ليتخرج بعدها مهندساً، وقسامياً مجداً، له في الكتلة الإسلامية وصفوفها رمح السبق، ومن دروبها وجد في القسام بوصلته، ليتخرج قسامياً قبل أن يتخرج مهندساً حيث قضى ما يزيد عن التسع سنوات في الجامعة لكثرة اعتقالاته.
خلال سني حياته عُرف عنه رجاحة عقله وورعه، وتقواه وهدوئه وكرم أخلاقه، كما أنه حفظ ما يزيد عن العشرين جزءاً من القرآن الكريم، وقد لقي ربه صائماً، كما كان معروفاً بحبه للمطالعة والكتب لذا تم تعينه أميناً للجنة الثقافية في سجن مجدو ما بين عامي 1995 و 1996،
اعتقل أبو سباع بعمرٍ مبكر، مرةً عام 1990 بتهمة المشاركة في فعاليات حماس لمدة ست أشهر وبعدها بسنتين دخل فترة تحقيق في أقبية الاحتلال لانتزاع اعترافه بنشاطاته في صفوف القسام إلا أن المحققين لم يحصدوا غير الفشل وليحكم عام 1994 لمدة ثلاث سنوات بتهمة العمل العسكري في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس تنقل خلالها في مختلف سجون الاحتلال بدءا من سجن الخليل الى النقب الى مجدو الى سجن نابلس ليخرج عائدًا الى إكمال مشواره في الجامعة لخدمة دعوته أميرًا للكتلة الإسلامية قائدا صامتا، ثم مهندسا كيميائيا قساميًا ليشارك في قائمة الشرف التي زينها من سبقه في الشهادة من إخوانه محمود حلاجية وخبير المتفجرات مهند أبو الهيجا وإبراهيم الفايد.
بعد استشهاده وصفه شارون بأنه حاول نقل تجربة تصنيع الصواريخ إلى الضفة الغربية، لذا اعتبره الاحتلال قنبلة موقوتة، واعتبر اغتياله انتصاراً.