تشهد الساحة الفلسطينية موجة متصاعدة من الاعتقالات التي تستهدف الطلبة الجامعيين، سواء من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية أو قوات الاحتلال، ما يشكل اعتداءً صارخاً على الحريات الأكاديمية وحق الطلبة في إكمال تعليمهم.
ففي مدينة نابلس، أقدم جهاز الأمن الوقائي على اختطاف الطالبين جهاد أحمد وعماد الدين البظ، وكلاهما من طلبة جامعة النجاح الوطنية وأسيرين محررين من سجون الاحتلال. وبينما لم يمضِ على تحرر عماد الدين من سجون الاحتلال سوى أسبوعين فقط، بعد أن قضى فيها ستة وعشرين شهراً، جاء اعتقال جهاد أحمد بعد شهرين من خروجه في زنازين الاحتلال التي قضى فيها أربعة وعشرين شهراً.
وبينما يتواصل اعتقالهم في الأسر دون مسوغ قانوني، تستكمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية تكميم الأفواه وقمع الحريات داخل الجامعات، بقطع الطرق على أي فعالية مساندة لغزة أو صوتٍ داعم للمقاومة ومناصرٍ لها، فيما تواصل اعتقال الطالب أحمد عبيد، من كلية الهندسة، منذ تسعة عشر يوماً، بعيداً عن أهله وعمله ودراسته، دون توجيه تهم رسمية أو عرضه على محاكمة عادلة.
بالتوازي، وفي مشهد آخر لا يقل خطورة، أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال الطالب محمد شنطور، أحد طلبة كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح الوطنية، بعد أقل من شهر من خروجه من زنازين السلطة، لتمثل حالة الطلبة الأربعة نموذجًا آخر وتأكيدًا على "التنسيق الأمني المقدس" وسياسة الباب الدوار التي تتناوب عليها أجهزة الاحتلال والسلطة لاستهداف الطلبة الفلسطينيين.
من جهة أخرى، تصاعدت انتهاكات الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد طلبة وخريجي جامعة بيرزيت بشكل لافت، إذ اعتقلت عددًا من الطلبة والخريجين بعد اقتحام سكن الطالب أحمد عويضات، وخلال الاقتحام، تعرض شقيقه نادر عويضات، خرّيج جامعة بيرزيت، للاعتداء الجسدي، كما اعتُدي على فادي العملة، خريج الجامعة ذاته، إلى جانب الطالبين صهيب عويضات وسائد العملة.
وأمعن أفراد الأجهزة الأمنية في التخريب والتدمير وتكسير محتويات السكن بالكامل، قبل أن يتم اقتياد المعتقلين إلى جهة مجهولة، مما أثار قلقاً بالغاً لدى عائلاتهم حول مصيرهم وسلامتهم.
في خضم ذلك تتعالى أصوات حقوقية وفصائلية وإنسانية، تطالب بوضع حد لهذه الانتهاكات، وتأمين بيئة أكاديمية حرة وآمنة تضمن للطلبة حقهم في التعليم والعمل السياسي السلمي دون خوف أو ملاحقة، دون صدى يذكر.