تعود اليوم الذكرى السنوية الثالثة والعشرون لاستشهاد القائد في كتائب عز الدين القسام محمود أبو هنود، الأسطورة عند عقول الكثيرين من الشعب الفلسطيني، وصاحب الأرواح السبعة عند كيان الاحتلال الإسرائيلي، وسكين القسام في قلب الكيان كما يصفه بذلك رفاقه وتلامذته في الكتائب.
فما هي أبرز المحطات في مسيرة الشهيد أبو هنود الجهادية، وكيف استطاع توجيه الضربات المتتالية للاحتلال، الامر الذي دفعها لاغتياله بطريقة استثنائية؟
_ ولد القائد أبو هنود في العام 1967، ونشأ في قرية عصيرة الشمالية، حيث أكمل دراسته فيها حتى المرحلة الثانوية.
_ وفي العام 1995 التحق بكلية الدعوة وأصول الدين الموجودة في القدس المحتلة، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية. منها
_ ومع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987، سارع للمشاركة في فعالياتها، وقد أصيب بجراح خطيرة في العام 1988، إثر تعرضه لنيران جنود الاحتلال خلال مواجهته لهم، وتعرض بعدها للاعتقال لعدة شهور في معتقل "مجدو".
_ بعد إطلاق سراحه، أصبح عضوا ناشطا في حركة حماس بنابلس، وفي مطلع العام 1992، كان من ضمن الـ 400 قيادي في حركة حماس والجهاد الإسلامي الذين أبعدوا إلى قرية مرج الزهور في جنوب لبنان.
_ هذا الإبعاد دفع بالشهيد للانخراط في النشاط العسكري، حتى صار أحد أبرز أعضاء الجهاز العسكري للكتائب، وإثر استشهاد المهندس محي الدين الشريف، الذي كان المطلوب الأول لأجهزة أمن الاحتلال حينها، حل القائد أبو هنود مكانه ليصبح على رأس المطلوبين لأجهزة الاحتلال الأمنية ولعملائها. كما تعرض في العام 1996 للاعتقال من قبل أجهزة امن السلطة.
العمليات
شارك الشهيد القائد أبو هنود في تنفيذ وتخطيط العديد من العمليات البطولية، وكان هو المسؤول عن تجنيد الاستشهاديين الخمسة الذين فجروا أنفسهم في العام 1997، وقد تبين أن معظمهم قد خرج من قرية عصيرة الشمالية الخاضعة للسيطرة الأمنية لقوات الاحتلال.
ومن بين أبرز العمليات التي تعود المسؤولية عنها لخليته:
_ في أيار العام 1996: إطلاق نار على حافلة مستوطنين في "بيت ايل" والتي أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين بجروح.
_ وفي الشهر عينه، استهدفت إحدى السيارات العسكرية لجيش الاحتلال في جبل "عيبال" قرب نابلس برصاص المقاومة، ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح.
_ في تموز من العام 1997، تم تفجير عبوة ناسفة ضد سيارة جيب تابعة لقوات "حرس الحدود" على الطريق المؤدي لمسجد النبي يوسف في مدينة نابلس، وقد أسفرت عن إصابة جنديين بجروح.
كما تخلل شهر تموز أيضاً، تنفيذ عملية استشهادية مزدوجة في سوق "محانيه يهودا" في القدس الغربية المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل 16 مستوطن واصابة 169اخرين بجروح.
_ في أيلول من العام 1997، نفذت عملية استشهادية مزدوجة في شارع "بن يهودا" أسفرت عن مقتل 5 مستوطنين واصابة أكثر من 120 بجروح.
_ تنفيذ عملية استشهادية في المركز التجاري وسط القدس الغربية المحتلة، أسفرت عن سقوط خمسة مستوطنين قتلى، وجرح حوالي 169 آخرين.
محاولات اغتياله
_ تعرض الشهيد للعديد من محاولات الاغتيال، أولها في 26 آب من العام 2000، حين اشتبك مع مجموعة جنود في الوحدات الخاصة لجيش الاحتلال، وقد تمكن من قتل أكثر من ثلاثة منهم، لكنه أصيب بجراح وتمكن من الفرار بعدها.
_ أما المحاولة الثانية فكانت في شهر أيار من العام 2001، حينما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية لأول مرة في تاريخ الكيان، السجن المركزي في مدينة نابلس بالضفة المحتلة، بعدما قامت السلطة باحتجازه لأنه قائد الكتائب في الضفة، وتمكن للمرة الثانية من الخروج حياً من تحت الأنقاض.
_ فشل هاتان المحاولتان دفع بأجهزة الكيان الى تنفيذ المحاولة الثالثة، في فجر السبت 24/11/2001، والتي استشهد فيها القائد أبو هنود، حيث أقدمت طائرات الأباتشي على استهداف سيارته بخمسة صواريخ أتبعتها بإطلاق كثيف لنيران رشاشاتها، الأمر الذي أدى لاستشهاده هو ومعه اثنين من رفاقه.