في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات، ارتقى المجاهد القسامي لبيب عبد الكريم جبر شهيداً إلى جنات الخلد، بعد أن ألمّ به مرض غير معروف، عقب تحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الشهيد لبيب عُرف بحُسن بلائه في معركة الدفاع عن مخيم جنين، فقد سبقته أصابع يده للجنة، فمع اجتياح الاحتلال لمخيم جنين في نيسان عام 2002، كان لبيب حاضراً في صفوف المجاهدين، حيث تولى إلقاء القنابل اليدوية المحلية الصنع على دوريات وجنود الاحتلال، ونتيجةً لدوره في الميدان أصيب جبر في اليوم الثالث للاجتياح بحادثة انفجار عبوة في يده، ما أدى لبتر أصبعيه السبابة والوسطى من يده اليمنى، وإصابته بشظايا في بطنه وخاصرته، وبقي يعاني من ألم الإصابة دون علاج، لصعوبة الخروج من المخيم المطوق من قبل الاحتلال وقتها.
بعد انحسار المعركة تم اعتقال المقاوم لبيب، وخلال السنوات اللاحقة تم اعتقاله لما يزيد عن 37 شهراً، تركت آخرها في جسده آلاماً مبرحة، لم تنتهي إلا باستشهاده بعد خروجه من المعتقل، إثر إصابته بمرضٍ غير معروف ألم به، ويروي أخوه عن أحد الأطباء قوله: جاءنا مريضان من الأسرى المحررين من سجون الاحتلال، وكانا يعانيان ذات معاناة ومرض لبيب، ولم نستطع توصيف الداء ولا تقديم الدواء، وفارقا الحياة في الأردن، وأشار الطبيب: "لا أستبعد أن يكون ما أصاب لبيب بسبب الاحتلال، ولكن لا دليلاً دامغاً لدينا يثبت هذا الأمر".
ومما يذكره المحبون عن المجاهد لبيب عبد الكريم جبر أنه عرف طريقه للمسجد في وقتٍ مبكر من حياته، والتزم دروس التجويد وحفظ القرآن الكريم، فأتم حفظه ما بين المسجد والمعتقل، كما تفوق في ميدان خدمة إخوانه، وخاصةً حين ترأس إمارة الكتلة الإسلامية في جامعة القدس المفتوحة إبان دراسته لتخصص العلوم الإدارية فيها.
اختتم لبيب عام 2015 حياته، مجاهداً ومقاوماً عرف درب الجهاد مبكراً، تميز بشجاعته في كل دروب النضال، من الحجارة والزجاجات الحارقة وحتى العبوات والرصاص، لكن نهايته لم تكن في الميدان كما أحب وتمنى، بل كانت صراعاً مع مرضٍ يشبه المحتل، نخر جسده لما يزيد عن العامين، تركه فيه المحتل ليثني عزيمته، فغادر الحياة وما لانت فيه العزائم.