الحركة الطلابية الفلسطينية تقف مجدداً أمام عتبة الانتخابات

تمثل الحركة الطلابية الفلسطينية نموذجاً مصغراً عن الشارع الفلسطيني وتقلباته، تنتكس بانتكاسته، وتنتعش معه، من جذورها تبدأ الديمقراطية لتسري فيه، وعلى يديه يتعلم أفرادها معنى الآخر، وتقبله واستيعابه، ومنها يخرج القياديون والساسة والمقاومون والاستشهاديون والنخب الأولى في أي حراكٍ سياسي أو ثوري أو مقاوم.

واليوم تقف الحركة الطلابية الفلسطينية مجدداً أمام عتبة الانتخابات القادمة، لتقدم لمجموع الشعب الفلسطيني النموذج القادر على صناعة التغيير وصياغة المستقبل، خاصةً وأن الانتخابات الفلسطينية الأخيرة قد مضى عليها ما يناهز العقد، وأضحى العمل على ضخ الدماء الشباب والأفكار المستجدة في الهيكل الفلسطيني السياسي والحزبي ضرورةً لا بد منها، بل هي المرحلة الأخيرة قبل إعلان الموت الإكلينيكي لأغلب الأحزاب والفصائل الفلسطينية.

وإن كنا سنسترجع أدوار الحركة الطلابية الفلسطينية في الميادين الديمقراطية، فيكفينا الإشارة إلى جموع المرشحين للانتخابات الأخيرة والذين جاوزت نسبتهم النصف ممن كانوا يوماً أعلاماً في الحراك الطلابي النقابي في الجامعات، بمختلف ألوانه الحزبية، ناهيك عن أن الحركة الطلابية رفدت المجتمع الفلسطيني بمتطوعين مدربين في كيفية مراقبة الانتخابات والإشراف على سيرها، وتنظيم الجمهور، وضخ دماء الديمقراطية في عروقهم، وهذه المسؤوليات العظام يجب أن تتوائم من متطلبات المرحلة الحالية، وأن ترتبط بسعيٍ حثيث للمزيد من المشاركة الإنتخابية الفاعلة.

من هنا  يقع العبء الأكبر على الحراك الطلابي الفلسطيني في حثه لطلبته على تحديث بياناته في  السجل الانتخابي، وتسجيل من لم يُدرج في السجل بعد، ليكون لهذا الجيل ولهؤلاء الشباب يدٌ طولى في النظام الفلسطيني الجديد، وقدرة على تحديد من يمثلهم، ومن يعبر عنهم، وهي أيضاً فرصة لتجربة الجديد بعدما شاخت الوجوه القديمة وعجزت عن تقديم المبدع والمفيد، هي كذلك بوابة لإقصاء الفاسدين ومعاقبة الظالمين، فإن كانت المؤسسات غير الحكومية ضعيفةً أمام محاربة الفساد، فلا أقل من إزاحتهم عن كراسيهم واستبدالهم.

أمام الفلسطينيين اليوم فرصة تاريخية، تنتهي منتصف فبراير القادم، لن يكون بإمكان كثيرٍ منهم المشاركة في صناعة التغيير بعد ذلك، ما لم يسارعوا للتسجيل، وتحديث بياناتهم وسجلهم الانتخابي، اليوم وفي أقرب وقتٍ ممكن، وكما يدرك كل من شارك في انتخاباتٍ طلابية جامعيةٍ يوماً ما، فالصوت له أثره، والتغيير يتم التعبير عنه من خلال الإقبال عليه والسعي له وليس بالتمني فقط.

مشاركة عبر :