2020..عام الصمود والتحدي في بيرزيت والنجاح

رغم ما اعترى الحياة الجامعية عام 2020 من انتكاس وإغلاق، ورغم حالة التضاؤل التي أصابت الأنشطة الطلابية، ناهيك عن سياسة التباعد الإجتماعية التي فرضت شروطها على حياة الطلبة الجامعية، إلا أن هذا الوضع لم يمنع الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية من مواصلة أنشطتها، بل والإبتكار في تقديمها بطرقٍ أكثر عصرية وإبداعاً، ما حافظ على تميزها على الصعيد النقابي، وعزز تواصلها مع طلبتها.

 هذا الإبداع كانت ضريبته قاسيًة على أبناء الكتلة الإسلامية في مختلف الجامعات، لكن عِظم الضريبة لم ينتقص يوماً من حجم العطاء، بل كانت المحن مداداً للمزيد من العمل، ومثلت اعتداءات الأجهزة الأمنية وقوات الاحتلال بحق طلبة الكتلة الإسلامية نموذجاً ومحركاً لغيرهم من الطلبة، لإكمال الدرب والسعي في المسير.

ففي جامعة بيرزيت تمادت الأجهزة الأمنية في حملات الاستدعاء والاعتقال، فخلال 2020 اعتقلت أكثر من 6 طلبة، كما قامت بعمليات اختطاف وترهيب وسرقة لمقتنيات المجلس لمراتٍ عدة، ففي إحدى المرات اعترضت الأجهزة الأمنية سيارة الطالبين محمد ناصر وأحمد فرح أثناء جولتهما على سكنات الطلبة، وقامت بمصادرة محتويات سيارتهما من مساعدات وهدايا لطلبة السكنات، كما أخضعت عدداً من الطلبة لتحقيقٍ مكثف شمل استخدام التعذيب الوحشي، وكان من بين هؤلاء الطلبة خليل قنديل ومحمد يوسف.

أما على صعيد انتهاكات الاحتلال، فخلال 2020 صعّد الاحتلال من انتهاكاته بحق طلاب وطالبات الجامعة، فاعتقل 25 طالباً على مدى العام بأكمله، لكنها كثفت حملات اعتقالها للتأثير على تحضيرات الكتلة الإسلامية لانتخابات مجلس الطلبة التي كان من المتوقع عقدها منتصف إبريل 2020، فبعد أقل من 24 ساعة على إعلان الكتلة عن ممثليها في اللجنة التحضيرية لانتخابات مجلس الطلبة، واستعدادها لخوض الانتخابات المقبلة، داهمت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة بلدة بيرزيت واقتحمت عددًا من السكنات، وفتشتها وخرّبت محتوياتها واعتقلت عددا من أبناء الكتلة الاسلامية في جامعة بيرزيت، من بينهم سكرتير لجنة العلاقات العامة في مجلس اتحاد الطلبة الأسير المحرر أحمد فرح، وعضو مؤتمر مجلس الطلبة الأسير المحرر والمختطف السابق لدى أجهزة أمن السلطة محمد ناصر، والمنسق السابق للكتلة الاسلامية في الجامعة والمختطف السابق لدى أمن السلطة أسيد قدومي، و كل من: يزيد كمال وأحمد أبو يوسف وصابر مهرة ومحمد جابر ويوسف ضراغمة ومحمد ثوابتة.

حملات الاعتقال والانتهاك لم تستثني فتيات بيرزيت وطالباتها، فقد مدد الاحتلال الاعتقال الإداري لشذى الحسن رئيسة مؤتمر مجلس طلبة جامعة بيرزيت سابقا،  كما قامت باعتقال كلٍ من الطالبة ليان كايد من بلدة سبسطية، على حاجز زعترة جنوب نابلس، والطالبة إيلياء أبو حجلة  بعد مداهمة منزلها في حي الطيرة في رام الله، والطالبات ربا فهمي عاصي، ودارة رفيدي وليان ناصر.

أما في جامعة النجاح الوطنية فلم يكن الوضع بأحسن حالاً، بل وتكالبت على الكتلة الإسلامية إدارة الجامعة وقامت بحرمانها من القيام بعددٍ من الأنشطة الطلابية التي اعتادت تقديمها للطلبة، وتعاونت مع الأجهزة الأمنية في تسليم الطلبة مراراً وتكراراً أمام بوابات الجامعة، ونتيجةً لهذه الأجواء احتلت جامعة النجاح مكرهةً المرتبة الأولى من بين جامعات الضفة الغربية في نسبة الاعتقالات التي أصابت طلبتها على يد الأجهزة الأمنية، لتكون أكثر من 20 انتهاكاً ممنهجاً، ناهيك عن أعدادٍ مرتفعة من الاستدعاءات والاعتداءات في صفوف الطلبة.

فخلال كل شهرٍ من عام 2020 قامت الأجهزة الامنية باعتقال الطلبة، وفي أحيانٍ أخرى كانت تعتقل عدداً من الطلبة مرةً واحدة، حيث اعتقلت مطلع شهر شباط المنصرم الطلبة عبيدة يامين، ومؤمن ريحان، وعمر ريحان في يومٍ واحد، ناهيك عن اقتحامها لأماكن عمل عددٍ من الطلبة مثل الطالب محمد الكوني، والطالب مجاهد عاشور الذي أطلقت عليه النار أثناء هروبه من المكان، وشملت حملات الاعتقال اعتداءات على الطلبة بالضرب ومصادرة الممتلكات، فحين اعتقل جهاز الأمن الوقائي الطالب في كلية الهندسة براء ريحان، اعتدوا عليه بالضرب، ثم صادروا سيارته.

أما عن اعتقالات الاحتلال بحق الطلبة، فقد وصل تعدادها إلى 12 طالب، كان من أبرزهم الطالب حمزة فتحي قرعاوي، الذي أصدرت بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة ٣ سنوات، بالإضافة لمدة 18 شهر وقف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها ١٢ ألف شيكل، وهو طالبٌ في الجامعة منذ عشر سنوات، لم يستطع إكمال الدرب نحو التخرج بسبب ملاحقة الاحتلال والسلطة له.

كما اعتقل الاحتلال الطلبة بعد أيامٍ أو سويعات من إفراج الأجهزة الأمنية عنهم، مثل الطالب مؤمن محمد ريحان، والطالب نور ياسين والطالب عمر الشخشير، والطالب أنس عبد الفتاح، والطالب مجاهد عاشور، وبشكلٍ عام لم يسلم أي طالبٍ من استدعاء الأجهزة الأمنية قبل أو بعد اعتقاله على يد الاحتلال.

واختتمت الأجهزة الأمنية عام 2020 باعتقالها للطالب محمد الكوني، الأسير المحرر والطالب في كلية الأداب، حيث داهمت مكان عمله واعتقلته رغم معاناته في بصره وحاجته للعناية الطبية المستمرة، فيما اختتم الاحتلال عام 2020 بملاحقة الطالب ليث حجار، ومداهمة منازل عائلته وأقربائه، واستدعائه ثم تهديد عائلته بتصفيته إن لم يستجب للاستدعاء، حتى ذهب للمقابلة وتم اعتقاله منذ ذلك الحين.

 

مشاركة عبر :