أسماء القدح.. تجربة نقابية مميزة مصحوبة بألم الاعتقال

في عامها الدراسي الأخير، وبانتظار لحظة التخرج، وعلى حاجزٍ زعترة الاحتلالي الذي يفصل ما بين مدينتها نابلس، وحلمها بيرزيت، اعتقلت أسماء القدح، الفتاة ذات الـ22 ربيعاً.

أوقف الجنود المركبة العمومية التي استقلتها في طريقها للجامعة، وبعد التعرف على هويتها طلب منها الضابط العسكري النزول من المركبة، ومن ثم أخبرها بأنها موقوفة، وبقيت على الحاجز مقيدة حتى ساعات الظهيرة المتأخرة، حين تم نقلها لسجن هشارون، ومن ثم سجن الدامون، وبعد يومين تم نقلها للتحقيق في سجن عوفر.

قبل اعتقال أسماء بشهرٍ واحدٍ فقط، كانت قوات الاحتلال قد داهمت منزل عائلتها واعتقلت والدها عبد الحكيم القدح، وأثناء اعتقالها كان عبد الحكيم قيد التحقيق في معتقل بيتاح تكفا، وهو أسيرٌ سابق، له رصيد نضالي كبير في سجون الإحتلال.

 صدمة عائلة أسماء لم تمنعها من الصمود والتثبت، حيث قالت والدتها حينها: "ابنتي ليست أول فتاة يعتقلها الاحتلال، ولن تكون الأخيرة، وهذا الأمر لن يضعفنا أو يثنينا، فالأسر قضية مشرفة لكل فلسطيني".

أسماء الطالبة في كلية الآداب بجامعة بيرزيت، والتي تدرس تخصص اللغة الإنجليزية، برزت في المجمع النقابي الطلابي بالجامعة، بصفتها مسؤولة اللجنة الثقافية في مجلس طلبة بيرزيت، ونتيجةً لدورها المتميز، حكم الاحتلال عليها بالسجن لثلاثة أشهر، بتهمة عضويتها في الكتلة الإسلامية بجامعة بيرزيت.

وكانت محامية مؤسسة الضمير قد أشارت، إلى أن مشاركة أسماء في الانتخابات الطلابية كانت السبب الأبرز لاعتقالها وفقاً لما قدمته النيابة العامة من ادعاءات، كما أشارت المحامية إلى أن أسماء حُرمت بالإضافة لوالدها من زيارة عائلتها أو الاتصال بهم بحجج أمنية واهية.

منتصف آذار 2016 أفرجت قوات الاحتلال عن أسماء، لتعود إلى مقاعد دراستها من جديد، محاولةٍ الالتحاق بركب زملائها في الدفعة، والوقوف على منصة التخرج معهم.

تمكنت أسماء من تحقيق حلمها بالتخرج، لترافقها ذكريات لن تنسى، من تجربة عمل نقابية مميزة، إلى تجربة اعتقال ستروي تفاصيلها دوما لمن تحب.

مشاركة عبر :