لأن المقاومة بكل أشكالها محاربة من قبل الاحتلال، حتى لو كانت مجرد تعبير معارض عن الاحتلال، لهذا السبب اعتقلت إيمان محمود مصطفى بني عودة، فبعد مداهمة الاحتلال لمنزلها نهاية عام 2012، وتفتشيه له بطريقة همجية، طلب ضابط الاحتلال الحديث مع إيمان وشقيقها محمد، ولمدة تزيد عن نصف ساعة تم التحقيق مع الأخوين، ليتم اعتقال إيمان، دون توديع أهلها لها أو الحديث معها، لتكون تلك اللحظة مرارةً لا يمكن تجاهلها بالنسبة لأهلها ووالدتها.
إيمان بني عودة ذات الواحد والعشرين ربيعاً، فتاة ملتزمة من بلدة طمون قرب مدينة نابلس، تدرس في الجامعة العربية الأمريكية، تخصص التحاليل الطبية، يشهد لها القاصي والداني بالخلق الرفيع، والأدب الجم، والتفوق المميز.
اعتقال إيمان مثل كابوساً لعائلتها، فهي الأصغر والأحن والأقرب لقلب والدها وإخوتها، لذا كان غيابها مصدر قلق لا سيما وأن والدها يعاني من مرضٍ في القلب، زاده غياب إيمان واعتقالها اضطراباً وخطورة.
بعد اعتقال إيمان تم نقلها للتحقيق لمدة أسبوع، ومن ثم بدأت ممطالة المحاكم، والتنقلات بالبوسطة، وسياسة الانتهاك والاستفزاز الصهيونية بحق انسانية الفلسطيني وآدميته، حتى جاء اليوم الذي حكمت فيه المحكمة عليها بالسجن لمدة ثلاثة شهور ودفع غرامة مالية باهظة، وكانت التهمة مساعدتها لخالها الناشط في الجهاد الإسلامي، وإنشاء بريد الكتروني له، وهي تهمة لا يمكن النظر لها في تاريخ الإنسانية، لكنها بالنسبة لمحتل يرى أن بقاء الفلسطيني حياً تهمة بحد ذاتها، هي جريمة لا تغتفر.
أفرج عن إيمان لاحقاً، وعادت إلى أحضان عائلتها مستعدةً لاستكمال ما فاتها من امتحانات نهائية في تخصصها الجامعي، ومخلفةً ورائها أسيراتٍ يغالبهن الألم والشوق للأحبة، ويدفعهن الأمل والصبر للانتظار.