في مثل هذا اليوم استشهد شامان صبح، ورفيقه مصطفى قاش بعد أن قامت قوة صهيونية باغتيالهم في قرية برقين الواقعة ضمن نطاق مدينة جنين، ثمانية عشر عاماً تفصل ما بين رحيل شامان حسين صبح وبين يومنا هذا.
ولد شهيدنا القسامي شامان صبح في منتصف عام 1974، في البلدة التي استشهد فيها، نشأ وترعرع في أسرة تعمل بالزراعة فارتبطت روحه بالأرض منذ البداية، لذا كان من السواعد الرامية في انتفاضة الحجارة عام 1987، وأمام قوته وعزمه وإصراره كان الاعتقال أمامه عام 1991 ليعتز بأول نيشان شرف على صدر بطولاته الصادقة، كان حينها يبلغ من العمر 16 عاماً، واستمر اعتقاله حتى أضحى عمره 18 عاماً وحصل على شهادة الثانوية العامة في معتقله.
بعد الإفراج عنه التحق شامان بجامعة القدس المفتوحة لإكمال دراسته، كما لم يتخلى شامان عن مقاومته فأنشأ مجموعة مسلحة مع رفاقه في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ليضحي بعدها مطارداً، ويتم اعتقاله بعد فترة قصيرة، أثناء اعتقاله بدأ فكر شامان يميل نحو التيار الإسلامي، فانضم للكتلة الاسلامية إثر خروجه من المعتقل، وقاد أنشطة الكتلة الإسلامية في الجامعة، وغدا خطيبها المفوه، كما كتب في جريدة الرسالة الأسبوعية، وبذل في سبيل المقاومة أسمى الغايات فتعرف بالشهيد نصر جرار، ونهل من فكر الحركة وأدبياتها.
عام 1997 تزوج الشهيد شامان ورزق بطفلة أسماها إسلام، وكان حينها يتعرض للاعتقال بشكلٍ مستمر نتيجة لنشاطه في حركة حماس كما لاحقته الأجهزة الأمنية واعتقلته، ثم ازدادت مطاردته حدةً بعد استشهاد قائده ومعلمه القسامي الشيخ نصر جرار، حتى جاء اليوم الذي استهدفته فيه قوة صهيونية خاصة بالرصاص في بلدته برقين، فارتقى شهيداً بصحبة رفيقه مصطفى قاش.