هالة بيطار، من سكان قلب القدس المحتلة، لم تكد تبلغ العشرين من عمرها حين أضحت أسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني، ليتم حرمانها من أبسط حقوقها، الحرية والتعليم وحتى زيارة الأهل والتواصل معهم.
في التاسع عشر من نيسان عام 2016، وفي خضم الحملة المسعورة التي شنها الاحتلال على كل ما هو مقدسي وثائر، كانت هالة جزءاً من هذه الحملة من حيث لم تكن تدري، فبعد مداهمة شرسة لمنزل والديها الواقع في باب العامود، أحد الأحياء المقدسية العتيقة، تم اعتقالها واصطحابها إلى التحقيق، وهي لما تنه سنتها الدراسية الثانية في جامعة القدس أبو ديس، التي تقع شرقي المدينة المقدسة.
تنقلت هالة في سجنها ما بين التحقيق والتحقيق، والسجن والآخر، من هشارون إلى الدامون، وخضعت لتحقيقٍ في سجن المسكوبية، وحرمت من حقها في رؤية المحامي والتواصل مع الأهل والعائلة، ولاحقاً الزيارة، وبعد ثلاثة أشهر أنهت المحكمة العسكرية الصهيونية سلسلة التمديد المؤلم لتنقلاتها بالبوسطة ما بين المحكمة والسجن، وحكمت عليها بالسجن لأربعة أشهر فعلية، إضافة لغرامة مالية باهظة، وذلك بتهمة مشاركتها في نشاطات طلابية في الجامعة، وتحديداً في معرض للكتاب، عدته سلطات الاحتلال نشاطاً إرهابياً يهدد كيانها.
بعد انتهاء مدة الأسر خرجت هالة من جديد لتتنشق هواء الحرية التي حُرمته، ولتعود إلى حواري القدس وطرقاتها الدافئة، علها تخفف عنها قليلاً من برودة القضبان ووحشية الجلاد، عادت هالة محمد يحيى شمس الدين بيطار أبيةً حيية مجدداً إلى جامعة القدس أبو ديس، لتكمل مشوارها التعليمي من حيث توقفت، محاولة سباق الزمن لتتخرج مع دفعتها وزميلاتها.