يسعى الاحتلال بكل شراسة لمحاربة الكتلة الإسلامية، حتى لو دفعه ذلك لاعتقال طلبتها وطالباتها في المراحل الأخيرة من دراستهم الجامعية، وتنغيص فرحتهم بالتخرج وسعيهم للانطلاق في رحى العمل والإنجاز، ومن بين هؤلاء كانت الطالبة نور الإسلام درويش، من بلدة دير أبو مشعل غرب مدينة رام الله.
ولدت نورالإسلام في الأردن أثناء زيارة أمها لأقاربها هناك، عام 1994، ونشأت في بلدة دير أبو مشعل، حيث أتمت تعليمها الإبتدائي والإعدادي، ثم أنهت دراستها الثانوية بتفوقٍ أهلها للالتحاق بالمجال الطبي، ونور هي الابنة الوحيدة للعائلة بين أربعة أبناء.
عُرفت نور الإسلام بتفوقها وثقافتها وقراءاتها المتنوعة، كما تميزت باجتهادها في قراءة القرآن وحفظه، وحرصها على زيارة المسجد الأقصى المبارك دورياً، ناهيك عن تفوقها في دروسها ومحاضراتها.
تشير نور الإسلام بكل حمدٍ وثناء، إلى تجربتها الاعتقالية التي امتدت ما يقارب الثمانية أشهر في سجون الاحتلال، حيث تم اعتقالها بتاريخ 19/4/2016، قبل شهرٍ فقط من تخرجها من جامعة القدس أبو ديس، في كلية المهن الصحية، تخصص علاج طبيعي.
تشير درويش إلى أن التجربة الاعتقالية كانت محاطة برعاية الله وسكينته، خاصةً وأن الاعتقال جاء مفاجأً بالنسبة لها، وعن أصعب الفترات بالنسبة لها فقد كانت مرحلة التحقيق وزنازين المسكوبية، حيث قضت ما يقارب الـ 35 يوماً.
خلال تلك الفترة حُرمت نور الإسلام من التواصل مع أهلها، أو الحديث مع المحامين، وكانت زيارة أهلها الأولى لها بعد 3 أشهر من اعتقالها، بعد فترة التحقيق تم نقلها إلى سجن هشارون ثم سجن الدامون، حيث الأسيرات الفلسطينيات يقضين سنوات احتجازهن الصعبة.
وعن وضع الأسيرات تذكر نور الإسلام أن الأسيرات بحاجة للدعاء والدعم، وأنهن ينتظرن الفرج بقارغ الصبر ولا يردن سوى التعجيل بهذا الفرج.
أفرج الاحتلال عن نور الإسلام في السابع والعشرين من نوفمبر 2016، واستطاعت أن تتقدم من جديد لامتحانات الفصل الأخير في الجامعة، تقول نور الإسلام عن الوقت الذي قضته في المعتقل: "بعد توفيق الله وهدايته وتسخيره لصحبة صالحة تعين على الوصل والوصول، بدأت في مراجعة ما أحفظه من القرآن واستمررت في إكمال وحفظ سُوَر جديدة وتنقلت بين القراءة في الكتب التي كنا ندخلها في الزيارات، نعم لقد كان السجن امتحانًا لما تعلمت، وليس كما تخيلته مصدرًا للأخذ والاستزادة فحسب، لقد امتحنا كثيرًا؛ كظم الغيظ، استغلال الوقت، ضبط النفس، الصبر والنفس الطويل، والتعامل مع الاختلاف، والخلوة والتفكّر بعيدًا عن ضجيج الحياة.
أنتِ باجتيازك لكل ذلك ستضعين لنفسك علامة على مدى سطحيتك أو عمقك في هذه الحياة، والأهم يقينك وإيمانك وصبرك، فمن قال بأننا بذلنا حتى ذبلنا، فلا والله فنحن في البذل أقوى ونحن في البذل أنقى، و نحن في البذل أقرب وهل سوى قربه ورضاه تعالى نريد فنحن له ونحن له راجعون".