عام 1972 ولد أحمد حسن محمد مرشود، في مخيم بلاطة القريب من مدينة نابلس، لأسرةٍ كبيرة مكونةٍ من خمس أولاد، وخمسة فتيات، ومنذ نعومة أظفاره ارتبط أحمد بالمسجد، وتلقى فيه تربيته الدينية القويمة، واستقى أفكار الدعوة الإسلامية الأولى على أيدي رجالات الحركة الإسلامية في المدينة.
تلقّى أحمد تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث بمخيم بلاطة قبل أن ينتقل للدراسة في مدرسة حوارة الثانوية ثم في المدرسة الثانوية الإسلامية بنابلس ليلتحق بعدها بكلية الدعوة و أصول الدين في جامعة القدس.
لم يلبث أحمد طويلاً في جامعة القدس أبو ديس، فإثر انتفاضة الحجارة وإغلاق مدينة القدس، أصبح من الصعب إكمال الدراسة في الجامعة، فانتقل لجامعة النجاح في نابلس، لكنه إثر اشتداد مشاركته بفعاليات الأنتفاضة من مواجهات عنية وإلقاء زجاجات حارقة وإلقاء بيانات الحركة عبر مكبرات الصوت، وبروزه كناشط في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قامت قوات الإحتلال باعتقاله.
بعد الإفراج عنه، وفي مطلع التسعينات، تعرف أحمد على القائد القسامي زاهر جبارين، عن طريق صديقه عبد الناصر عيسى، ليكون ثلاثتهم بذلك أبرز مؤسسي كتائب القسام في منطقة شكال الضفة الغربية، وليخرج من تحت أناملهم ثلة من الاستشهاديين الأبطال، كان من بينهم ساهر التمام، منفذ أول عملية استشهادية.
نتيجة لنشاط أحمد المكثف، أصبحت حركته متابعةً ومرصودة من قبل الإحتلال وجواسيسه، إلى أن وقع في قبضته عام 1993، ليتم الحكم عليه بالسجن لسبع سنوات نتيجةٍ لعمله الجهادي العسكري.
لم يهز السجن عزيمة أحمد وصلابته، بل دفعه لفتح آفاقٍ جديدة للعمل الجهادي، فأنشأ لجان العمل الإعلامي للأسرى، وتواصل مع الصحفيين خارج السجن، وحصل من خلال الصليب الأحمر على الصحف والمجلات والكتب، وحين خرج من السجن عزز صلاته بمراكز الدراسات والأبحاث، وجعل قضية الأسرى أيقونة نضال الشعب الفلسطيني، فسلط الضوء على قضية "أبو السكر جبارة" أقدم أسير فلسطيني، وتبنى قضية الأسرى وهمومهم، والتحق بالعمل في وزارة الأسرى، ليصبح منهم أقرب، حتى أن علاقته بهم امتدت خارج أوقات الدوام، حيث نظم الزيارات الدورية لعائلاتهم، وتفقد أحوالهم ونقل حاجياتهم إلى داخل السجون، كما استطاع إرسال العديد من الشاحنات التموينية عبر الصليب الأحمر للأسرى في السجون، وخاصةً أسرى سجن مجدو الذين انقطعت عنهم الزيارات لما يربو عن العام.
مع بداية انتفاضة الأقصى، كان أحمد يعمل باتجاهين، دعم الأسرى والعمل العسكري الجهادي، وكان في كل اتجاه منهما مميزاً واستثنائياً، تسبقه عاطفته نحو الوطن، وولاؤه لإخوانه الأسرى، وعزمه على المقاومة والنضال.
وفي تاريخ 15/6/2001، عقد أحمد قرانه على أخت الأسير القسامي ورفيق دربه عبد الناصر عيسى، ليوثق بذلك علاقته المتينة بينه وبين عبد الناصر، وبعد ما يربو على الشهر على عقد قرانه، قامت قوات الاحتلال باستهداف قادة حركة حماس في مدينة نابلس، ليرتقي الجمالين وصديقه الصحفي محمد البيشاوي وابن مخيم عسكر رفيقه عثمان قطناني شهداء إثر قصف مكتب دراسات الحركة في نابلس.
رغم ألم أحمد وحزنه الشديد على فراق إخوانه واستشهادهم إلا أنه واصل عمله في مكتب وزارة شؤون الأسرى، حتى جاء صباح 15/10/2001، حين انفجرت سيارة متوقفة أمام مدخل عمله، ليُنقل إلى المشفى إثر إصابته الخطرة، لكن قدر الله كان أسبق من مبضع الجراح، فارتقى شهيداً يتوق للقاء ربه وإخوانه الشهداء.
مثل استشهاد أحمد صدمةً لمن عرفه، من مختلف الفصائل الفلسطينية، وحتى أبناء مخيم بلاطة، المكان الذي ولد فيه وأحبه، فأغلقت المحال التجارية، وأعلن الحداد حزناً على فراقه، وشيعته الجماهير بكل غضبٍ وحزن، مع صيحات التوعد بالإنتقام من الصهاينة على مقتله.