في السادس عشر من إبريل 2016، داهمت قوات الاحتلال بلدة سعير شمال مدينة الخليل، واعتقلت سلسبيل زوادي الشلالدة، الطالبة في جامعة البولتكنيك، وعضو مجلس الطلبة عن الكتلة الإسلامية فيها.
في تلك الأيام جاء اعتقال سلسبيل كرسالة تهديد من الإحتلال للعمل النقابي الطلابي الإسلامي في جامعة البولتكنيك، وبهدف التأثير على إقبال طلبة الكتلة الإسلامية وخاصةً طالباتها على الإقتراع، وتخويف الأهالي من إرسال بناتهن للتصويت في الانتخابات الطلابية بالجامعة.
تقول شقيقة سلسبيل عن لحظات اعتقالها المفاجئة، أنها كانت متماسكة وهادئة ومطمئنة الفؤاد، بعيدة عن سرعة الإنفعال التي امتازت بها، وأنها أوصلت والدتها وإخوانها قبل خروجها بالدعاء لها، مؤكدةً لهم أنها ستكون بخير.
وكانت سلسبيل الشغوفة بالعمل الإعلامي، وبالتحليل السياسي، تطمح للالتحاق بقسم الصحافة والإعلام، لكن الأقدار ساقتها إلى حيث تخصص تكنولوجيا المعلومات، لتؤجل حلمها إلى مرحلة الدراسات العليا.
اقتحام قوات الاحتلال لمنزل عائلة شلالدة في الواقع لم يكن غريباً عن العائلة، فقد سبقه اعتقال والدها، لمراتٍ عدة، قاربت الخمسة عشر مرة، وبلغ مجموعها التسعة أعوام متفرقة، وأبعد إلى مرج الزهور، وقد كان معتقلاً لما يقارب العام قبل اعتقال ابنته سلسبيل، ومدد اعتقاله المرة تلو الأخرى لمدة أربعة أشهر.
اعتقال سلسبيل ترك عائلتها في حالةٍ من الوحشة والاغتراب، فغيابها هي ووالدها عن المنزل، إضافةً لغياب أخيها الذي كان يكمل دراسته الجامعية خارج فلسطين، جميعها عوامل جعلت من اعتقالها صعباً ومؤلماً، هذا الفراغ امتد لصديقاتها في الجامعة، فشخصية سلسبيل لم تكن عابرة، بل متجذرة في النفس والقلب، لذا كان غيابها مؤلماً ومؤثراً.
بعد اعتقال سلسبيل تم نقلها إلى تحقيق سجن عسقلان، واستجوابها عن أنشطتها الجامعية والطلابية، ومن ثم نقلت إلى سجن هشارون للأسيرات، وبعد عددٍ من المحاكم المؤجلة، تم الحكم عليها بالسجن لثمانية أشهر، وبغرامة مالية قدرها 3 ألاف شيكل، ووقف تنفيذ لمدة 4 سنوات، نتيجة لنشاطها الطلابي الجامعي.
لم يفت السجن في عضد سلسبيل وهمتها وعزمها الدؤوب، فاستغلت الفرصة للمزيد من القراءة والتعليم، حتى شاء المولى أن يكرمها بتخفيض مدة الأسر للثلثين بعد رفعها التماساً لمحكمة عوفر.
أفرج عن سلسبيل، روح البيت وجماله، خلاصة الحكمة من والدها كما كانت تقول، والصبر والطيبة من والدتها، المغامرة المتألقة، المتوقدة بالسعي لخدمة أخواتها ورفيقاتها، وعادت لتكمل مسيرتها الجامعية بهمة ونشاط وعزم ليس بإمكان الإحتلال وقيده التأثير عليها.
