"حسب ما أرى فإن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت، ما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبينا وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وإخواتنا، فلا أظن أن شعبنا يرضى بالذل، الشعب سينتفض، بل ينتفض".. كلمات كتبها الشهيد مهند حلبي قبل أين ينتفض نصرةً لأمه وأخته وقدسه.
مهند شفيق محمد حلبي، الشهيد الذي كتب بدمه حكاية نضال شعب يرزح تحت جلاد الاحتلال، يدنس ويقتل ويتجبر، فجر ثورة السكاكين، وكان لاستشهاد زميله ضياء التلاحمة نقطة تحول.
فقد استشهد التلاحمة، زميله في جامعة القدس أبو ديس حيث يدرس، وأمام كل زملائه بالجامعة هنأ والد ضياء بشهادته قبل أيام من استشهاده وهمس في أذنه بكلمات "سنثأر له إن شاء الله".
ولد مهند في 17 نوفمبر 199، في بلدة سردا شمال مدينة رام الله درس الحقوق في جامعة القدس أبو ديس، ويعد مهند الابن الثاني لأبيه وأمه وكان محبوب بين عائلته له 4 اخوة وهو طالب يدرس الحقوق في جامعة القدس أبو ديس.
خرج الشهيد الحلبي في 3 أكتوبر 2015 لتنفيذ عمليته حيث قام بطعن عدد من المستوطنين بسكين قبل أن يقدم على خطف سلاح احدهم ويطلق النار باتجاههم، ما أدى إلى إصابة 5 مستوطنين بجروح متفاوتة وأعلن عن مقتل اثنين لاحقاً، في باب الأسباط.
وباستشهاد مهند كانت الانتفاضة الثالثة التي توقعها، ولكنه بالتأكيد لم يكن يعرف أنه هو من سيقودها وأن ما قام به سيكون الفتيل الذي سيحرق به من يعتدي على نساء فلسطين ومرابطات الأقصى.
فانطلقت "الهبة الشعبية" او "انتفاضة القدس" أو كما اسماها "ثورة السكاكين"، في انحاء متفرقة من الضفة، وفي القدس، وشهدت ارتقاء شهداء وجرحى، يقدر عددهم بأكثر من 340 شهيداً، فيما قُتل في المقابل مايقارب 30 مستوطناً.
وبعيد استشهاد مهند، وثأراً من عائلته هدمت قوات الاحتلال منزل الشهيد وشرد اهله، لكن بفضل أهل الخير تم بناء منزل جديد لعائلة الشهيد، واعتقل والد الشهيد الحلبي وأضرب عن الطعام خلال اعتقاله قبل أن يفرج عنه لاحقا.
وقد عادّ اسم "مهند شفيق محمد الحلبي"، بالتسلسل ذاته، حيًا يرزق إلى منزل عائلته في رام الله وسط الضفة المحتلة.
حيث رزق والدا الشهيد مهند الحلبي، بمولودهم الجديد الذي أسموه "مهند" تيمنًا بشقيقه، أملًا في تحدِ للاحتلال، "إن تقتلوا مهندًا فمن أصالبنا ألف مهند، ونعيد الكرة مرة أخرى".