في التاسع والعشرين من آب/ أغسطس 2019، داهمت قوات الاحتلال مخيم قلنديا، واعتقلت الطالبة في كلية الإعلام بجامعة بيزيت ميس أبو غوش من منزلها، بعد الاعتداء على والدها بالضرب ومصادرة حاسوبها وهاتفها الشخصي.
لم تكن ميس الضحية الأولى في عائلة أبو غوش، فقبلها سبقها أخوها حسين أبو غوش، الذي ارتقى في عملية طعن في مستوطنة " بيت حورون" القائمة على أراضي قرية بيت عور الفوقا غرب مدينة رام الله، كما أن أخوها سليمان الذي يبلغ 17 عاماً، معتقل للمرة الثانية في سجون الإحتلال.
بعد اعتقال ميس التي كانت في فصلها الدراسي الأخير بالجامعة، تم اقتيادها إلى معتقل المسكوبية، وإخضاعها لتحقيقٍ مكثف، تعرضت ميس للضرب والشتم، وحُرمت من النوم ومن التواصل مع المحامي، وتذكر المؤسسات الحقوقية أن مخابرات الاحتلال أخضعت ميس لتحقيقٍ عسكري، تخلله شبحها على طريقة "الموزة والقرفصاء"، رغم أنه لم يثبت أن لها علاقة بنشاطات عسكرية، وتم توجيه لائحة اتهام لها بالمشاركة في نشاطات طلابية.
كما قامت باستدعاء والديها، وتهديدها باعتقالهم للضغط عليها، وكانت ميس في إفادتها قد أشارت إلى أنه في إحدى المرات حاولت الهروب من أيدي المحققات والجلوس بإحدى زوايا الزنزانة، لكن المحققة قامت بإمساكها وبدأت بضرب رأسها بالحائط وركلها بقوة والصراخ عليها وشتمها بألفاظ بذيئة، كما وتعمد المحققون إحضار أخيها وذويها لابتزازها والضغط عليها، لإجبارها على الاعتراف بالتهم الموجهة ضدها، وفي إحدى المرات تعمد المحققون إدخال جرذ كبير إلى الزنزانة لإيذائها، عدا عن مماطلتهم في الاستجابة لأبسط مطالبها كحرمانها من الدخول إلى الحمام، واستفزازها والسخرية منها.
اعتقال ميس جاء على خلفية تنفيذ نشطاء في الجبهة الشعبية لعملية بطولية في "عين بوبين"، ما أدى لمقتل مستوطنة وجرح اثنين آخرين، وإثر العملية البطولية قامت قوات الاحتلال باعتقال قسام البرغوثي وأخيه الأكبر كرمل، وسامر عربيد، وميس أبو غوش، ووليد حناتشة ويزن مغامس.
مطلع مايو أيار 2020 حكم الاحتلال على ميس بالسجن لستة عشر شهراً، وغرامة مالية بلغت ألفي شيكل.
يقول الإعلامي والمحاضر في كلية الإعلام بجامعة بيرزيت وليد مشارقة في ميس: "انفتحت على كل الانتماءات السياسية، وكانت باحثة دائمًا عن كل ما قد يقدم ولا يؤخر، بعيدًا عن المزايدات أو التطبيل والنفخ الذي تصل إليه الأمور كثيرًا في الحياة النقابية والطلابية، راقبت سلوكها دائمًا، شخصيتها كانت متحررة من الفكر التنظيمي المتكلس، وباحثة عن أفق ممارسة، لا أفق تنظير للفكر الذي تحمله...أملي وإيماني بميس كان يكبر، بأنها كما عرفناها بهدوئها ترتب الأشياء، بهدوء مقاتل ترتب اللحظات وتخرج منها وتصنع منها المخارج والمساحات الجديدة."