في ظلّ التصعيد الهمجي المتواصل على قطاع غزة، ومع تصاعد وتيرة المجازر والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزّل، عبّرت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية عن أسفها الشديد لتعثر تنظيم وقفة طلابية موحدة كان من المزمع عقدها دعمًا لغزة، واستنكارًا للعدوان الإسرائيلي المستمر.
وأوضحت الكتلة في بيان صادر عنها، أن العمل كان جارياً على التنسيق بين ممثلي الكتل الطلابية لتنظيم وقفة وطنية جامعة، تُرفع فيها فقط الأعلام الفلسطينية، بعيدًا عن أي مظاهر حزبية. وقد تم التوافق مبدئيًا على صيغة موحدة، وكان من المقرر تقديم طلب رسمي إلى عمادة شؤون الطلبة للموافقة على تنفيذ الفعالية.
لكن – وبحسب البيان – فوجئت الكتلة الإسلامية في اللحظات الأخيرة بتغيير في موقف حركة الشبيبة الطلابية، التي اشترطت ربط تنفيذ الوقفة بحسم الخلافات داخل مجلس الطلبة والتنازل عن بعض المواقع داخله، الأمر الذي أدى إلى تعطيل التوافق وأجهض الجهود المبذولة لتنظيم الوقفة.
وجاء في البيان: "في الوقت الذي تحترق فيه أحياء غزة ويموت أطفالها جوعًا وعطشًا، نجد أنفسنا ننشغل بخلافات داخلية ضيّقة تقدَّم على حساب دماء الشهداء وآهات الأمهات"، مضيفًا أن "هذا الطرح المفاجئ وقف حاجزًا أمام أداء واجبنا الأخلاقي والوطني في نصرة أهلنا في غزة".
وأكدت الكتلة الإسلامية رفضها استغلال دماء أهالي غزة لخدمة مصالح فئوية ضيقة، مشددة على أن "العمل الوطني لا يجب أن يُفرّغ من مضمونه الحقيقي"، ومؤكدة تمسكها بوحدة الصف الطلابي ومدّ يدها لكل من يضع مصلحة الوطن ودماء أبنائه فوق كل اعتبار.
وفي سياق متصل، أدانت الكتلة اعتقال الطالب أحمد عبد السلام عبيد، من كلية الهندسة، على يد أجهزة السلطة الفلسطينية، حيث يقبع في زنازينها منذ خمسة أيام، ويتعرض خلالها – وفق البيان – للتعذيب والشبح دون توجيه أي تهمة رسمية له. ووصفت الكتلة هذا الأمر بأنه "محزن ومخزٍ في ظل لحظة وطنية كان ينبغي فيها التكاتف لا القمع".
وختمت الكتلة بيانها بالتأكيد على مواصلة الحراك الطلابي الحر، رغم محاولات التضييق والتعطيل، محمّلة كل من يسعى إلى "خلط الأوراق وتشتيت الجهود" المسؤولية الأخلاقية والتاريخية أمام طلبة الجامعة وأمام الشعب الفلسطيني بأكمله. وتساءلت في ختام البيان: "أفمجلس طلابي أهم من صرخة طفل من أطفالنا؟".