عشرون عاماً على انطلاقتها
انتفاضة الأقصى.. عندما غضب الفلسطينيون نصرة لمسجدهم
توافق اليوم الثامن والعشرون من شهر أيلول، الذكرى الـ 20 لاندلاع الانتفاضة الثانية أو انتفاضة الأقصى (عام 2000)، التي كانت شرارتها اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم أرئيل شارون، باحات المسجد الأقصى.
اقتحام المسجد وتدنيسه من قبل شارون أشعل نار الغضب في صدور الفلسطينيين، لتندلع مواجهات بين المصلين وجنود الاحتلال، استشهد خلالها 7 مواطنين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا.
ولاحقا، شهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسميت بـ"انتفاضة الأقصى".
وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة أعمال المقاومة المسلحة التي نفذتها الفصائل الفلسطينية.
الحركة الطلابية
خلال سنوات انتفاضة الأقصى برز دور الحركة الطلابية فيها بشكل جوهري، حيث كان لطلبة المدارس دورا بارزا في المواجهات المندلعة في مختلف مناطق الضفة وغزة، وقدمت الأجيال الفتية العشرات من الشهداء، فضلا عن مئات المصابين والمعتقلين.
أما الجامعات الفلسطينية فقد برز دورها بشكل كبير من خلال مساهماتها القوية في العمل العسكري الذي كان السمة الأبرز خلال الانتفاضة.
فقد قدمت الجامعات العديد من الاستشهاديين، فضلا عن قيادات عسكرية كان لها دور بارز ومؤثر في عمليات المقاومة النوعية من مختلف الجامعات في الضفة الغربية.
مقاومة مسلحة
ونفذت المقاومة عمليات تفجير وإطلاق نار استهدفت مواقع الاحتلال والمستوطنين في كافة مناطق فلسطين المحتلة قتل خلالها 334 جنديا إسرائيليا و735 مستوطناً إضافة الى إصابة 4500 آخرين وعطب 50 دبابة من نوع ميركافا وتدمير عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية.
ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات نفذتها قوات الاحتلال الى جانب المواجهات وعمليات الاقتحام اليومية استشهد خلالها 4412 فلسطينيا و48322 جريح.
وكان من أبرز أحداث انتفاضة الأقصى اجتياح مخيم جنين ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلية، إضافة إلى 58 جنديا، وإصابة 142 جنديا في المخيم.
وتعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وتجريف آلاف الدونمات الزراعية.
اغتيال القادة
وعمل شارون على اغتيال أكبر عدد من قيادات الصف الأول، في محاولة لإخماد الانتفاضة، ولإضعاف فصائل المقاومة وإرباكها، وفي مقدمتهم مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وعدد من كبار قيادات الحركة، وأبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحصار ياسر عرفات في رام الله.
وفي عام 2002 بدأ الاحتلال من القدس بناء جدار الفصل العنصري لمنع دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية الى القدس والأراضي المحتلة عام 48.
وشهدت الانتفاضة الثانية تطورا في أدوات المقاومة الفلسطينية، التي عملت على تطوير أجنحتها العسكرية، وخاصة كتائب القسام الجناح المسلح لحركة (حماس)، التي توسعت بشكل كبير، عُدّة وعتاداً.
ورغم توقف انتفاضة الأقصى في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة بين السلطة والاحتلال بقمة "شرم الشيخ" المصرية، إلا أنها لم تتوقف على أرض الواقع، بل لا يزال امتدادها مستمر حتى اليوم.