الأسيرة المحررة استبرق يحيى التميمي.. ابنة جامعة بيرزيت وعضو مجلس الطلبة الأسبق

الودودة الهادئة..والنشيطة الفاعلة..والمجتهدة التي تسعى للإتقان بكل جهد، هذه الكلمات جاءت على لسان المحاضرين في كلية الإعلام بجامعة بيرزيت، وصفاً للطالبة استبرق يحيى التميمي طالبة الإعلام في الجامعة، التي سرقها الإحتلال من حياتها الجامعية وطموحها المتنامي، وأوقف تخرجها لما يقارب العامين، بعد أن كانت تقف على أبواب التخرج القريب.

يقول المحاضر والإعلامي وليد الشرفا في اعتقال استبرق ابنة مدينة الرام: "ربما دفعت استبرق ثمن خطايا وأخطاء أكبر من عمرها، وثمن كونها فلسطينية في جامعة بيرزيت في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ شعبنا، وأقول لها إنها بالنهاية تمارس سجنا لهذا السجان بإنسانيتها"، هذه الكلمات أيضاً جاءت رداً على رسائل استبرق التي أبرقتها لصديقاتها والمجتمع الأكاديمي في جامعة بيرزيت، حيث خلف غيابها فراغاً كبيراً.

في العشرين من أذار/ مارس، 2017، وأثناء ليلةٍ باردة تسلل الاحتلال بصمت إلى بيرزيت، ليقتحم سكن الطالبات، ويفجر بوابته، ويعتقل استبرق التي كانت قد أرسلت بحثها الأكاديمي إلى محاضرتها قبل سويعات، ثم خلدت إلى النوم مرهقةً متعبة، متوثبةً لإنهاء دراستها الجامعية بأسرع وقتٍ ممكن، وبمعدلٍ تراكمي مرتفع، اعتقال استبرق مثل صدمةً لعائلتها وصديقاتها والطاقم الأكاديمي في كلية الإعلام بجامعة بيرزيت، خاصةً وأنها عُرفت بنشاطها الدؤوب ومساعدتها للجميع، وطموحها العالي.

بعد اعتقال استبرق تم اقتيادها للتحقيق ومنعت من الزيارة والتواصل مع المحامي، كما تم حرمانها من النوم وإخضاعها لتحقيقٍ متواصل ومكثف، ثم نقلت إلى معسكر هشارون، ومن ثم إلى الدامون، وطوال تسعة أشهر من الاعتقال عانت استبرق من تنقلات البوسطة بين المعتقل والمحاكم التي أٌجلت مراراُ وتكراراُ.

بعد تسعة أشهر من الاعتقال تم الحكم على استبرق بالسجن لعامين وغرامة 6 ألآف شيكل، بتهمة مشاركتها في العمل الطلابي الذي اعتبره الاحتلال نشاطاً إرهابياً، لا سيما وأن استبرق كانت عضواً في مجلس اتحاد الطلبة عن كتلة الوفاء الإسلامية، جاء هذا في الوقت الذي اعتقلت فيه شقيقها عبد الله أيضاً، الطالب في جامعة بيرزيت كذلك.

في السادس من فبراير 2019، وبعد قضائها لعامين في سجون الاحتلال، تم الإفراج عن استبرق، نحيلةً ولكن قوية، متعبة ولكن غير مستسلمة، استقبلت عائلتها وصديقاتها بالأحضان، وكانت أولى كلماتها هي عن أخواتها الأسيرات التي تركتهن خلفها في المعتقل، عن ألمهن وصبرهن وعن حياتهن بعيداً عن معنى الحياة الحقيقة.

 

مشاركة عبر :