في السادس من أكتوبر، ستدخل الأسيرة شروق دويات عامها السادس في الأسر، بعيداً عن عائلتها، وسيتبقى لها عشر سنواتٍ أخرى تنتظر فيها الفرج أو الأمل أو صفقة أحرارٍ تعيد لها حريتها، وبعضاً من كثيرٍ فقدته أثناء أسرها، ففي تاريخ السادس من أكتوبر عام 2015، وأثناء عودة شروق إلى منزلها في بلدة صور باهر، بعد صلاتها في المسجد الأقصى المبارك، اعترضها المستوطنون محاولين نزع حجابها، فما كان منها إلى أن رفعت حقيبة يدها محاولةٍ الدفاع عن نفسها، وهنا أطلق عليها المستوطنون النار وأصابوها بأكثر من 4 رصاصات، وتركوها تنزف في المكان لما يناهز النصف ساعة، قبل أن تحضر قوة صهيونية وتعتقلها.
شروق الطالبة في جامعة بيت لحم، والتي كانت تبلغ من العمر 18 عاماً، تحمل اليوم آثار هذا الإعتداء في ذاكرتها وجسدها الفتي، فبعد اعتقالها تم نقلها إلى مستشفى هداسا للعلاج، ورغم ذلك استمر الاحتلال بالتنكيل بها وتقييدها طوال فترة علاجها، وهناك تم ترميم شريان يدها الذي قطع جراء إطلاق النار، إضافةً لإصابة كتفها ورقبتها، وقبل أن تستعيد جزءاً يسيراً من عافيتها، كان الإحتلال قد نقلها إلى سجن النساء في هشارون، ومن ثم إلى معتقل الدامون.
عائلة شروق أيضاً خضعت لحملات مداهمة واستجواب واعتقالات متكررة، لم تسفر عن شيء يذكر سوى محاولة التأثير على نفسياتهم ومعنوياتهم، كما تم حرمانهم من زيارة ابنتهم والتواصل معها لمراتٍ كثيرة، بهدف إضعاف صمودها.
وطوال السنة والنصف الأولى من اعتقالها لم تسلم شروق من مشقة التنقل في البوسطة بين السجن والمحاكم التي تأجلت مراراً وتكراراً، حتى تم الحكم عليها بالسجن لست عشرة سنة، وغرامة مالية باهظة بلغت 80 ألف شيكل، بعد رفض المحكمة الإطلاع على الكاميرات والفيديوهات المؤرخة للواقعة، واعتمادها على شهادة المستوطن وحده، الذي اتهمها بالشروع بقتله باستخدام سكين.
هذا الحكم المرتفع وقف في وجه أحلام شروق البسيطة، مثل مشاركة عائلتها فرحة زواج أول أخوتها، وإكمال تخصصها في دراسة الجغرافيا والتاريخ بجامعة بيت لحم، والمضي بالحياة بسلاسة واستقرار، كما تمضي رفيقاتها وزميلاتها في غيابها، ورغم ذلك فإن شخصيتها القوية ازدادت قوةً وإصراراً على التحدي والصبر والثبات، إيماناً منها بأن الأمل والفرج قريب