نهاية عام 2017، شنت قوات الاحتلال حملة عسكرية استهدفت طلبة وطالبات جامعات الضفة الغربية، كان الهدف الأساسي حينها إضعاف النشاط الطلابي والنقابي للكتلة الإسلامية التي تعد الذراع الطلابي للمقاومة الإسلامية وحركة حماس في الضفة الغربية، فقامت خلال بضعة أسابيع باعتقال الكثير من الطلبة والطالبات ممن عُرف عنهم النشاط الطلابي والهمة المتوقدة والبصمة الواضحة.
من بين هؤلاء كانت الطالبة إسراء زياد العيدة، التي كانت تدرس تخصص الأحياء التطبيقية في جامعة البوليتكنك، وتستعد لإنهاء فصلها الدراسي الأخير في الجامعة، حيث اُعتقلت في نوفمبر 2017، بعد مداهمة منزلها وتفتيشه والعبث فيه، ومصادرة عددٍ من محتوياته الالكترونية وممتلكاتها الشخصية، ظنت إسراء حينها أن المداهمة مجرد إجراء روتيني من قبل الاحتلال يستهدف شبان المنزل ورجاله، ولم تدر أن المداهمة استهدفت روحها التي تتسامى مع همم الرجال.
بملابس الصلاة اقتيدت إسراء العيدة للجيب العسكري، محاطة ببرد نوفمبر القارص ودعوات أهلها لها بالحفظ والعودة السريعة والفرج القريب، ومن منزلها في الخليل اقتيدت إلى معسكر عسقلان الاعتقالي، لتخضع لتحقيق مكثف وحرمان من الزيارة والتواصل، كما تم تمديد اعتقالها لمراتٍ عدة، وتأجيل محاكمتها خلال هذه المدة لأكثر من سبع مرات، في إجراء تعسفي مؤلم.
هذا التأجيل استمر حتى منتصف إبريل/ نيسان 2018، حين حكمت المحكمة العسكرية عليها بالسجن لسبعة أشهر، وبغرامة مالية وصلت لـ4 ألاف شيكل، متهمةٍ إياها بالمساهمة في الأنشطة الطلابية للكتلة الإسلامية في جامعة البوليتكنك، لاحقاً تم استئناف الحكم وتخفيفه لستة أشهر، لتتنفس نسيم الحرية بتاريخ السابع من أيار 2018، ولتعود إلى مقاعد الدراسة من جديد، أملاً في إنهاء تخصصها والتخرج الذي فاتها حين كانت تحت الأسر.