منتصف مارس/ آذار 2017، اعتقلت قوات الأحتلال الطالبة في جامعة القدس بيان فرعون، من العيزرية في ضواحي القدس المحتلة، كانت بيان حينها طالبة في عامها الأخير في جامعة القدس في تخصص أصول الدين، ومخطوبةً لأسير فلسطيني يقضي حكماً بالسجن لخمس سنوات وثمانية أشهر، هو الأسير أحمد عزام.
بعد اعتقال بيان تم اخضاعها لتحقيقٍ قاسٍ وحرمانها من الزيارة والتواصل مع عائلتها، وكانت الحسرة في قلبها ممزوجة بالشوق والحنين لوالدها الذي قفد بصره في صغرها، بينما كابدت ألم غيابٍ والدتها التي توفيت قبل سنواتٍ عدة.
بعد أسابيع من التحقيق المتواصل، والتأجيل المتكرر للمحاكم لأكثر من 21 شهراً، حكمت المحكمة العسكرية على بيان بالسجن لأربعين شهراً، وبغرامة مالية قدرها ألفي شيكل، ورغم ذلك استمر منع بيان من زيارات عائلتها، وتم الاستعاضة عنها بمكالمةٍ هاتفية سريعةٍ وخاطفة بين الحين والآخر، لا تكفي لتطفئ نار الشوق.
خلال سنوات اعتقالها في سجن الدامون، انتخبت الأسيرات الفلسطينيات بيان ممثلةً لهن، تقول الأسيرة المحررة إسراء لافي في وصفها لبيان: "عرفت في بيان كرمًا وطيب خاطر، قلبًا يدب على الأرض، تودع كل أسيرة برسالة خاصة بقلم ووجدان “بيان”، كما تستقبل كل أسيرة بأطياف من الحب والاهتمام والرعاية، ذكاؤها الاجتماعي العالي وإنسانيتها العالية؛ تجعلانها في قلب الحياة الاعتقالية انخراطًا ومتابعة".
وأثناء تصدر بيان مهمة تمثيل الأسرى لم تنشغل عن ملأ وقتها بالمفيد والجديد، متحدية الاحتلال والقمع والزمن، ومصرة على أن تُنشأ حريةً في قلب سجنها، فكانت في كل يوم تتفقد أحوال الأسيرات وتتابع احتياجاتهن، وتتعاون معهن في مهام الغرف من طبخ وتنظيف، كما تشارك في تنظيف ساحة القسم مضفيةٍ على بؤس السجن وكآبته روحاً جميلة وتواضعاً جماً، وقدرةً على التركيز على الجميل رغم طغيان القباحة الاحتلالية.
في التاسع من تموز 2020، تنفست بيان صعداء الحرية، على حاجز الجلمة وقفت غير مصدقةً أنها تنظر للسماء بدون قضبان، وتتنفس الهواء دون قمعٍ أو رقابة، استقبلتها العيزرية، فيما ما زالت حتى اليوم تنتظر خطيبها الأسير أحمد عزام، الذي لم تستطع لقاءه منذ أسره الإحتلال، ولم يُكتب لهما أن يتواصلا خلال الأسر إلا عبر رسائل المحامين، ودعوات الفؤاد.
.