تمر بنا الذكرى ال28 لرحيل الشهيد عبد القادر كميل وذلك بعد أن انفجرت به عبوة ناسفة كان يعدها ككمين لقوات الاحتلال.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد البطل عبد القادر يوسف كميل بتاريخ 30/4/1968م في بلدة قباطية، وتربى بين أفراد عائلته المتدينة والمجبولة على حب قيم وتعاليم الإسلام العظيمة، تلقى الشهيد عبد القادر كميل تعليمه الأساسي والإعدادي والثانوي في مدارس بلدته، وحصل على شهادة الثانوية العامة وبتقدير ( 88.5%)، فقرر السفر للأردن لإكمال دراسته الجامعية والتحق هناك بالجامعة الأردنية حيث درس في كلية الشريعة، وفي فترة مكوثه في الأردن تعرف على بعض الناشطين في صفوف حماس، وتم تجنيده ليكون أحد كوادر الحركة.
ومع تطور عمل المقاومة الإسلامية في فلسطين قررت قيادة الحركة في الخارج تكوين جهاز عسكري جديد لحركة حماس اسمه (كتائب الشهيد عز الدين القسام) وانتدب عبد القادر لغرض هذه المهمة في منطقة شمال الضفة الغربية، وبدأ فعلا قبل أن ينهي دراسته الجامعية بالتدرب على السلاح وصناعة المتفجرات وبقي في هذه الوضعية حتى حان موعد العودة للوطن.
جهاد واستشهاد
بعد عودة عبد القادر لفلسطين بتاريخ 15/5/1992م استطاع بفضل حكمته وسريته إخفاء تفاصيل مهمته عمن حوله من الأقارب والأصدقاء، فعمل في مجال الزراعة وقص الحجر في القرية كتمويه لنشاطه، ما أهله ليبدأ مع عدد من المجاهدين العمل لتكوين خلايا عسكرية صغيرة في منطقة شمال الضفة الغربية تحت مسمى (كتائب القسام)، ليبدع بعدها في مجال صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، ويضع العديد منها على طرق سير الدوريات العسكرية الصهيونية .
وعصر يوم 14/8/1992م توجه الشهيد عبد القادر لزيارة أحد المجاهدين في قرية اليامون القريبة من مدينة جنين وبعد اللقاء، قام عبد القادر بزرع عبوة ناسفة على أحد الطرق الفرعية حول القرية وذلك ككمين لإحدى الدوريات، وفي أثناء زرع و تركيب العبوة حدث خطأ، مما أدى لانفجار العبوة واستشهاد القائد كميل على الفور.
ونقل بعدها جثمان الشهيد سرا من اليامون إلى قباطية حتى لا تعلم قوات الاحتلال بملابسات الحادث، وبالفعل تم دفن الشهيد عبد القادر سرا و حتى بدون علم والدة الشهيد، فتم إبلاغها بالحادث بعد ساعات من الدفن، والتي استقبلت الخبر بالصبر والاحتساب.