تُعتبر الحركة الطلابية الجامعية في فلسطين من القوى الرئيسية لمواجهة مشاريع الاحتلال ومخططاته، وإشعال الانتفاضات في وجهه، من خلال قيادتها للفعاليات الجماهيرية والعمل العسكري.
وفي الوقت الذي ينشغل العالم كله لمواجهة فيروس "كورونا" والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، يستغل الاحتلال الظروف لتوسيع نشاطه الاستيطاني دون رادع ضمن صفقة القرن؛ بعد اتفاق الحكومة الجديدة في الكيان على مشروع ضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار.
ويستغل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الجامعات وغياب دور الحركة الطلابية في مواجهة الاحتلال، لتسهيل تطبيق مخطط الضم، عدا عن الاعتقالات التي طالت عددًا من طلبة الجامعات خلال الفترة الماضية.
نشأة الحركة الطلابية
ويشير مركز مسارات للدراسات أنه لا تاريخَ محددٌ لبداية الحركة الطلابية الفلسطينية، لكن بعض المصادر والدراسات تُرجع تاريخ نشأتها إلى ما قبل العام 1948، حين ظهرت العديد من التجمعات والتحالفات الطلابية لمواجهة الانتداب البريطاني والهجمات الصهيونية.
وأضاف المركز أن الحركة الطلابية تنامت في الستينيات والسبعينيات، إلى أن وصلت ذروتها في الانتفاضة الأولى جراء استشهاد بعض طلبة الجامعات أبرزها جامعة بيرزيت، واتباع الاحتلال سياسة الاعتقالات وإغلاق الجامعات والكليات. لكن الطلبة الفلسطينيين استمروا في تصدر النضال الوطني ومقاومة الاحتلال في الانتفاضة الثانية، وهبة النفق عام 1996 وانتفاضة الأقصى العام 2000، وانتفاضة القدس عام 2015.
وقال مسارات "إن الحركة الطلابية حافظت على تماسكها الداخلي على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية، إلا أن المنعطف الأقوى والأبرز الذي أضعف الحركة الطلابية هي المرحلة التي تبعت اتفاقية إعلان المبادئ "أوسلو"، وتشكيل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
قيادة العمل المقاوم
فمن قيادة العمل المقاوم بكل أشكاله، وصولا إلى العمليات الاستشهادية، وعمليات إطلاق النار وتطوير أساليب جديدة في المقاومة، جميعها كان للحركة الطلابية فيها الدور الأبرز على طول الانتفاضتين الأولى والثانية.
بدوره يقول الكاتب ساري عرابي، أن الحركة الطلابية، حاولت وحدها، من خلال آخر علاماتها المضيئة المتبقية في جامعة بيرزيت، وفي ظرف غير مواتٍ، حمل عبء "هبّة القدس" الأخيرة عام 2015 في صورتها الشعبية، وهو ما منح تلك الهبّة استمراريّة محدودة.
وأضاف عرابي أن للحركة الطلابية مساهمة جوهريّة في الدفع نحو تفجير الانتفاضة الأولى، ثمّت تغذيتها بعوامل الاستمرار، وفي خلق حالة معارضة، ولا سيما في جامعات الضفّة.
وأشار إلى أن الاحتلال تنبّه لأهميّة العامل الطلابي منذ الانتفاضة الأولى، حينما أغلق الجامعات الوطنيّة لفترات طويلة، ثمّ حَظَر الإطار الطلابي لحركة "حماس"، في وقت لاحق، وظلّ يستهدف عناصره بالاعتقال والأحكام العالية حتّى اللحظة، بينما عانى النشاط الطلابي من ملاحقات السلطة الفلسطينية طوال تاريخها.
معين النضال
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس طلبة بيرزيت السابق أحمد العايش أن الحركة الطلابية "قدمت آلاف الشهداء والأسرى والجرحى، فداء لفلسطين والقدس، لن تنكسر وستبقى معين النضال والجهاد الذي لا ينضب".
وأضاف العايش أن الاعتقالات الإسرائيلية بحق كوادر الكتل الطلابية وأعضاء مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية مستمر على مدار الساعة منذ تأسيس كيان الاحتلال في محاولة لثني الحركة الطلابية عن دورها النضالي اتجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح أن أي انتفاضة أو مواجهة مع الاحتلال لا يمكن أن تتم بدون عنصر الشباب وبالأخص طلبة الجامعات وحركتها الطلابية التي تعتبر العمود الفقري للحركة النضالية ضد الاحتلال.