عام 2002 اجتاحت قوات الإحتلال مدن الضفة الغربية، ومن بينها مدينة نابلس، التي سطرت ملحمة صمود أسطورية لما يزيد عن أسبوعين، تحصن خلالها المقاومون في البلدة القديمة، وقاموا المحتل حتى قضى عددٌ كبيرٌ منهم شهيداً أو أسيراً، ومنهم من استطاع أن ينجو من قبضة العدو، من بينهم كان سائد الأقرع.
ولد سائد عام 1977، ليكون الولد الأول في عائلته، وليحظى منذ البداية بمكانة مميزة، لم تنسِ عائلته أهمية تربيته على تعاليم الشريعة وأسانيد الدين الإسلامي، فغدا ككل أفراد عائلته منارةً في الإلتزام والأدب والأخلاق، وكان للمساجد نصيبٌ كبيرٌ من تربيته، الأمر الذي أوصله رويداً رويداً إلى أبواب كتائب الشهيد عز الدين القسام ودروبه، ليغدو منذ العام 1994 منتسباً لصفوف المقاومة في حركة حماس، وليختم حياته مقاوماً في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام.
عُرف سائد بأدبه والتزامه، وطاعته وبره لوالديه، كما حاز على حب جميع إخوته وأقاربه، خاصةً وأنه كان لين المعاملة رقيق السلوك معهم، واصلاً لرحمه، متصلاً به في كل أفراحه وأتراحه، منجداً لكل ذي حاجة، مساعداً كل من احتاج.
درس الشهيد سائد الأقرع الإبتدائية والإعدادية والثانوية في المدرسة الإسلامية بمدينة نابلس، ثم التحق بعدها بكلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية، ولكنه لم يكمل نظرا لظروف المطاردة والتفرغ للعمل الجهادي.
في كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية، بدأ مشوار سائد الطلابي ونشاطه مع الكتلة الإسلامية، فظهرت مشاركته الفاعلة في كافة أنشطة حركة المقاومة الإسلامية حماس التي انضم إلى صفوفها في مطلع التسعينيات وبات فاعلا في كافة نشاطات الكتلة الإسلامية في الجامعة.
أبلى الشهيد سائد بلاءً حسناً في معركة الدفاع عن البلدة القديمة في نابلس، وسجل صموداً يُفتخر به، كما أثخن في العدو جرحاً وقتلاً، مما وضعه على لائحة الاغتيالات الصهيونية، فسعت لملاحقته، حتى استطاعت بتاريخ 24/6/2002 اغتياله على يد قوات خاصة بالقرب من المدخل الغربي لمدينة نابلس.