توافق اليوم الذكرى الـ17 لاستشهاد المجاهد عبد المعطي شبانة، الذي آثر الشهادة العليا على شهادات الدنيا، ملتحقا بركب كوكبة من شهداء فلسطين الذين رووا بدمائهم ثرى الأرض الطاهرة.
سيرة مجاهد
ولد الشهيد عبد المعطي محمد صالح شبانة بتاريخ 1985/05/18 في حي جبل الرحمة، وسط مدينة الخليل، لعائلة مجاهدة وكان له ستة أخوات وأخوين آخرين، كان هو أصغرهم جميعا.
تعرض للخطف على أيدي ضباط من قوات الاحتلال الخاصة عندما كان عمره 4 سنوات بزعم إلقاء الحجارة عليهم.
تميز برزانته وهدوئه وحبه للآخرين، إضافة إلى تعلقه الشديد بالصلاة في المسجد.
كان عبد المعطي طالبا في الثانوية العامة، في المدرسة الصناعية في الخليل ذلك العام، حيث قدم 3 امتحانات توجيهي، قبل أن يلتحق بركب الشهادة.
أخبر عبد المعطي والدته بأنه ذهب لإحضار أسئلة مادة الإنجليزي للقراءة عليها استعدادا لامتحان “التوجيهي”، ليتفاجأ الجميع بأن شبانة ذاهب ليوم مشهود، اختار فيه جوار ربه، ومحققا شهادة قلما يقدر عليها الرجال، فنجح في الامتحان الأصعب.
تفاصيل العملية
في تمام الساعة الخامسة والنصف إلا بضع دقائق من عصر يوم الأربعاء الموافق 11/6/2003، صعد الاستشهادي القسامي عبد المعطي شبانة إلى حافلة الركاب رقم “14” قرب مجمع “كلال” في مدينة القدس والذي يقع بالقرب من ميدان “دافيدكا”، وهو يرتدي زي اليهود المتدينين، ووقف الاستشهادي في الجزء الأمامي من الحافلة، ثم قام بتفجير نفسه بعد وقت قصير.
اعترف العدو بسقوط 17 قتيلا وجرح 100 آخرين، وصفت جراح 10 منهم ببالغة الخطورة، وقد جاءت العملية رداً على المحاولة الآثمة لاغتيال القائد المجاهد د. عبد العزيز الرنتيسي.
وبقدر ما استشاط المجتمع الفلسطيني والعربي والعالمي غيظا لمحاولة اغتيال الرنتيسي بقدر ما ساد جو من الارتياح بعد تنفيذ العملية، حيث خرج آلاف الفلسطينيين احتفالا وابتهاجا بها، كيف لا وقد أوفت حماس بوعدها بالانتقام وكان ذلك خلال أربع وعشرين ساعة وكان المنفذ شبلا من أبناء حماس الذي تربى بأحضان المساجد وتعلم كيف يلقن عدوه من نفس الكأس الذي أذاقوه لشعبه وأعاد الكرامة لامته رغم صغر سنه، فهذا درب الأوفياء الصادقين يسلكه كل مخلص.