تمر علينا الذكرى الحادية عشرة لارتقاء القائد القسامي عبد المجيد دودين، ابن جامعة بوليتكنيك فلسطين سابقا وأحد مؤسسي الكتلة الإسلامية فيها، إثر اشتباكه مع قوات الاحتلال التي طاردته لمدة 18 سنة؛ واتهمته بالمسئولية عن العديد من العمليات التي خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال.
سيرة قائد
تنحدر أصول القائد القسامي عبد المجيد علي عبد الله دودين (47 عاما) من قرية البرج غرب بلدة دورا جنوب الخليل حيث ولد هناك بتاريخ 15/1/1962م، ونشأ بين ظلال عائلة مجاهدة، فقدمت العديد من أبنائها.
درس دودين الهندسة الميكانيكية بجامعة بوليتكنك فلسطين، ونال شرف تأسيس الكتلة الإسلامية فيها، وسافر إلى اليمن في أواسط الثمانينات لإكمال دراسته، ثم عاد إلى الوطن ليعمل مدرسا في مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل.
وتزوج من المربية الفاضلة ميسر محمد دودين التي تعمل مدرسة، وأنجبا أربعة أبناء هم أمامة (19 عاما) وهمام وكتائب وعلي.
دعوةٌ وجهاد
يسجل لدودين المساهمة في إعادة ترتيب صفوف حركة "حماس" وخلاياها بالضفة الغربية خلال فترة إبعاد قادتها إلى مرج الزهور جنوب لبنان، كما سجل اعتقاله أكثر من مرة من قبل قوات الاحتلال.
انضم شهيدنا لصفوف الكتائب مبكرا، وبدأ مشواره الجهادي الحافل إلى جانب الأسير القسامي القائد عبد الناصر عيسى، وتنقل مع القادة محي الدين الشريف وغيرهم الكثير.
اعتقله الاحتلال وأمضى قرابة العامين في سجونه ووجهت له عدة تهم خلال فترات اعتقاله، منها الانتماء لحركة "حماس" وذراعها العسكري والعمل مع الشهداء عماد عقل ويحيى عياش.
ومن أبرز عملياته القسامية التي أشرف عليها، التي نفذها الاستشهادي سفيان جبارين في صبيحة يوم الاثنين الموافق 21 آب (أغسطس) 1995م في محطة الحافلات المركزية في الشطر الغربي من القدس المحتلة.
كما يتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عدد من العمليات التي أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الجنود والمستوطنين، من بينها عمليتا تفجير حافلتين بالقدس و"رمات غان" عام 1995.
استشهاد بطل
ظُهر الخميس الثامن والعشرين من شهر مايو 2009، باغتته القوات الخاصة التابعة للاحتلال داخل بئر ماء كان متحصنا داخله في خربة سكاكا شرق بلدة دير العسل جنوب غرب الخليل، فخاض معهم اشتباكا مسلحا ثم فجروا البئر ونبشوه لأخذ جثمانه.
ولم تمر ساعتان على اغتياله حتى كانت قوات الاحتلال تداهم منزل عائلة الشهيد في بلدة دورا بقوة كبيرة، واعتقلت زوجته للمرة الثالثة على الأقل ونقلتها إلى جهة مجهولة لتحرمها من وداع زوجها الغائب منذ أكثر من خمسة عشر عاما.