توافق هذه الأيام الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد الطالب في جامعة النجاح الوطنية هُمام عبد الحق، إثر إصابته بطلق ناري أسفل عينه، خلال مشاركته في مواجهات نظمتها حركة "حماس" بنابلس خلال انتفاضة الأقصى.
ميلاده ونشأته
ولد الشهيد همام سليم عبد الحق في مدينة نابلس بتاريخ 30/9/1982 لأسرة فلسطيني مكونة من ثمانية أفراد وليكون ترتيبه السادس من بين أشقائه وليتشبع من أحضان عائلته حب الدعوة وارتياد المساجد.
أحب قلب هُمام الصغير ريادة المساجد مبكراً، فكان من أبرز براعم مسجده خالد بن الوليد في الجبل الشمالي الواقع قرب منزله هناك، حيث كان يمضي أغلب لحظاته وساعاته فيه حافظا للقران ومحفظا له ونشيطا في العمل الدعوي وخادما للصغار والكبار.
تعليمه
بعد أن تخرج المجاهد الشهيد هُمام عبد الحق من الثانوية العامة توجه نحو جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس ليكون أحد فرسانها الجدد بكلية المجتمع في العام الدراسي (1999/2000)، ليجد نفسه هناك في بيئة محفزة على العمل الدعوي والطلابي، ولينخرط في صفوف الكتلة الإسلامية وليصبح ناشطا من نشطائها وأيقونة في العمل الطلابي، مميزا لدى كل من عرفه والتقى به.
مسيرة الجهاد والشهادة
ورغم حب المجاهد هُمام عبد الحق للشهادة صغيراً إلا أنه وبانتظامه في صفوف جامعة النجاح تعرف على الكثير من الشبان المميزين الذي كان لهم فيما بعد شرف الاستشهاد والاعتقال مما زاد من ولعه في نيل الشهادة في سبيل الله، ولم يتوانى ولم يتردد عن المشاركة في أي مناسبة أو فعالية كانت تدعو لها حركة المقاومة الإسلامية حماس أو الكتلة الإسلامية في الجامعة فقد كان السباق ليلبي أي نداء يلبي شغفه وتعلقه وانتمائه الوطني.
وفي تاريخ 19/5/2001 لم يتردد عبد الحق عن تلبية نداء وجهته حركة المقاومة الإسلامية حماس لأبنائها للمشاركة في أحد المسيرات ضد قوات الاحتلال ردا على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ليكن عبد الحق في مقدمة المشاركين.
وكانت هذه المشاركة بمثابة الخاتمة الطيبة لحياته، حيث أصيب برصاصة قاتلة أسفل عينه أدت إلى استشهاده على الفور، ليشيّع محمولا على الأكتاف وسط صيحات التمجيد والمطالبة بالثأر.