الاستشهادي هاشم النجار.. تجليات الجمعة الأخيرة من رمضان

يوافق الـ26 من رمضان من كل عام ذكرى استشهاد الطالب في جامعة النجاح الوطنية هاشم النجار، فدائي عملية "ميحولا"، التي جاءت كردٍ مباشرٍ من كتائب الشهيد عز الدين القسام على مجازر الاحتلال المتزايدة بحق شعبنا آنذاك، كما كانت رداً على اغتيال الشهيد القائد إبراهيم بني عودة أحد أبرز قيادات كتائب القسام.

تربية وفداء
 
ولد الاستشهادي هاشم عبد الله النجار في مدينة الخليل عام 1975، وتربى في بيئة إيمانية خالصة بين ستة أخوة وست أخوات، كان مثابرا وطموحا، واظب على أداء الصلاة في المسجد جماعة، كما كان يكثر من قراءة القرآن الكريم، ويحفظه وكأنه كان دائم التذكر لمقولة الصحابة الأخيار إننا لا ننتصر على أعدائنا، لا بعدد ولا بعدة إلا بهذا الدين.

كان محط احترام وتقدير كل من تعرف عليه بل محط إعجاب الجميع، وكان مؤديا لواجباته تجاه ربه ووالديه فعندما سئل الحاج عبد الله النجار عن هاشم بكى وقال: (لم أر أحدا مثله في طاعة والديه ولن أرى، كان يقبل يدي كل صباح ولم يغضبني طوال حياته الله يرضى عليه ويرحمه).

تعليمه
 
تلقى هاشم تعليمه الأساسي في المدرسة الإعدادية التابعة لوكالة الغوث الدولية ثم انتقل إلى مدرسة طار بن زياد الثانوية، وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة التحق بجامعة النجاح الوطنية  قسم الصحافة والإعلام، وبرز الشهيد النجار كأحد النشطاء في صفوف الكتلة الإسلامية حينها، ليتسلم مسؤولية لجنة طلاب مدينة الخليل في الجامعة، حيث كان يساعد زملاءه في كل ما يحتاجونه.

وكان محبوبا من قبل زملائه ومدرسيه، فقد قال أحد مدرسيه في جامعة النجاح الوطنية: (ماذا يمكن أن يقول أستاذ في نعي أحد طلابه؟ هل يبكي؟ هل يعدد مآثره؟ هل يذهب إلى ذويه ويعزيهم؟ هل يخصص محاضرة للحديث عنه؟ لا أعرف بالضبط ولكن الذي أدركه جيدًا أنه لو كان حيا لطلبت منه أن يعطيني محاضرة حول الفداء والتضحية والحب الذي أعطاه بدون حدود وسأكون أول طلابه).

مشواره الجهادي
 
كان قد بدأ مشواره الجهادي منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 87، حيث التحق بصفوف حركة حماس، واعتقل حيث  مكث في سجون الاحتلال قرابة العام بتهمة الانضمام لحركة حماس والمشاركة في فعاليات الانتفاضة المباركة، وبعد فترة زمنية قصيرة تعرض للاعتقال مرة أخرى حيث أنه مكث في زنازين التحقيق قرابة الشهر، ليخرج وللمرة الثانية أصلب عودًا وأكثر تصميما على مقارعة ومقاومة الاحتلال الغاصب ليلتحق بعدها بخلية تابعة لكتائب القسام ويبدأ مرحلة جديدة من العمل المقاوم ضد الاحتلال، وبدأ بتجهيز نفسه ليكون أحد الذين يذودون عن حمى أمته وشرف شعبه وكرامته.
 
وبعد صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان لعام 2000، صلى صلاة الجمعة، وانطلق بعدها مباشرة إلى مستوطنة ميحولا في غور الأردن وهو يحمل قنابله ومتفجراته لينفذ عمليته النوعية "عملية ميحولا" داخل المغتصبة الصهيونية مخلفًا ستة قتلى من جنود العدو بالإضافة إلى أكثر من خمسة عشرة جريحا، ومخلفا سيرة جهادية عطرة تمثل نموذجا طيبا للسائرين على نهج الشهادة ودرب المقاومة.

وقد جاءت العملية البطولية كردٍ مباشرٍ من كتائب الشهيد عز الدين القسام على مجازر الاحتلال المتزايدة بحق شعبنا آنذاك، كما كانت رداً على اغتيال الشهيد القائد إبراهيم بني عودة أحد أبرز قيادات كتائب القسام.

مشاركة عبر :