الشهيد مؤيد صلاح الدين مؤسس اللجنة الدعوية في جامعة النجاح الوطنية التي كتب لها أن تتحول إلى واحدةٍ من أهم لجان الكتلة وأكثرها فاعليةً في الجامعة.
عاش الحياة واشترى الشهادة وباع النفس رخيصة في سبيل الله فكان قائداً في كل شيء، وغالياً على كل من عرفه، سابقاً للخيرات والطاعات والأعمال الصالحة، حتى اصطفاه الله في أيام مباركات ليكتب في صحيفة الشهداء، كيف لا وهو من قدم حياته رخيصة في سبيل دينه ووطنه، لترتقي روحه الطاهرة في شهر الخير، شهر رمضان.
ولد الشهيد البطل مؤيد محمود عيادة صلاح الدين في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية عام 1977، لأسرة ملتزمة تعود أصولها الى قرية حزما جنوب الضفة المحتلة، ونشأ مؤيد في مدينته طولكرم وتلقى تعليمه فيها، وعرف عنه الإلتزام في مساجدها منذ نعومة أظفاره. وله من الأخوة خمسٌ وهو شقيق القائد القسامي الشهيد ثابت صلاح الدين الذي اغتالته آلة الحرب الصهيونية في أحد منازل المدينة بعد معركة بطولية خاضها الشهيد.
عرف مؤيد كأحد شباب مسجد زيد الأوائل جنوب المدينة، وكان على علاقة صداقةٍ قويةٍ جداً بالشهيد البطل نشأت الكرمي، ونشط في كل الميادين الدعوية والاجتماعية والثقافية مما أهله لقيادة مبكرة في صفوف أبناء الحركة الإسلامية. وانتسب إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ نشأتها عام 1987، وكان عضواً فاعلاً في ميدان التربية لكوادر الحركة وقيادة الأشبال منذ مراحل حياته المبكرة.
إبداع المستحيل
قاد الحركة الطلابية الإسلامية في مدرسة الفاضلية الثانوية في مدينة طولكرم، داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
اعتقل لدى الاحتلال خلال مرحلة دراسته في سنته الثانوية الأخيرة، مما تسبب في تأخر تخرجه من المدرسة عاماً كاملاً، وحين أطلق سراحه كان عليه أن يؤدي امتحانات الفصلين خلال فترة أقل من شهرٍ واحدٍ، فقبل التحدي وعكف على كتبه ودراسته وتخرج بمعدل 93% في الفرع العلمي رغم عدم حضوره أي دروس صفيةٍ بسبب الاعتقال.
عملاقٌ طلابيٌ
التحق مؤيد بكلية الهندسة في جامعة بير زيت، وهناك تعرض للاعتقال مرة ثانية على خلفية إيواء المطارد القسامي الأبرز حسن سلامة ليمكث بالسجن أحد عشر شهراً.
وبعد خروجه من السجن التحق شهيدنا بجامعة النجاح الوطنية وأصبح طالباً في كلية الهندسة بقسم العمارة.
شارك مؤيد في قيادة الكتلة الإسلامية الجناح الطلابي لحركة المقاومة الاسلامية حماس في جامعة النجاح ضاربا المثل في القيادة الحكيمة والقدرات الإدارية في توجيه طاقات الشباب، فأسس مع مجموعةٍ من إخوانه اللجنة الدعوية التي كتب لها أن تتحول إلى واحدةٍ من أهم لجان الكتلة وأكثرها فاعليةً في الجامعة.
كان مؤيد يرى في العمل الدعوي حاضنةً مميزةً للشباب المسلم، فانطلق في تنفيذ أفكارٍ خلاقةٍ على أرض الجامعة، فأطلق فعاليات المؤتمر الدعوي السنوي، وسن سنة استبدال شريط الكاسيت الغنائي بآخر ديني.
ورغم تركيزه على العمل الدعوي، كانت طاقات مؤيد تتفجر وتؤتي أكلها في المجالات الطلابية الأخرى، فانتخب في العام 2001 عضواً في المؤتمر العام لمجلس اتحاد الطلبة عن كتلة فلسطين المسلمة، وأصبح عضواً في لجنة قيادتها العليا.
في كتائب القسام
عرف عن شهيدنا البطل حبه للشهادة والفداء في سبيل الله وانتمائه القوي للدعوة الإسلامية متميزا بالروحانيات العالية المنقطعة النظير، فكان إيواؤه للأسير القائد حسن سلامة بداية رحلته نحو عالم الجهاد الذي توج بالشهادة.
ومع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 التحق الشهيد مؤيد بـ" كتائب الشهيد عز الدين القسام، وتميز بالعمل في الخفاء والصمت، فلم يشعر أحد بهذا الإنتماء محتفظا بسرية عمله حتى ينال ما يصبو اليه من رضوان الله تعالى.
وفي صبيحة الثامن من تشرين الثاني لعام 2001 كانت جامعة النجاح تحتفل بفوز الكتلة الإسلامية بأغلب مقاعد مجلس إتحاد الطلبة في الانتخابات التي جرت ذلك العام وحققت الكتلة الإسلامية فيها 48 مقعداً مقابل 28 لأقرب منافسيها، فيما كان شهيدنا يحتفل بهذا النصر المؤزر على طريقته الخاصة.
اختار مؤيد أرض باقة الشرقية شمال طولكرم لتكون هدفا لعمليته الاستشهادية، وسار نحو مجموعة من عناصر القوات الخاصة الصهيونية التي تحصنت في إحدى بيارات القرية وفجر حزامه الناسف بهم مقدماً الموت هديةً لأكثر من ثلاث جنود.