توافق اليوم الذكرى السنوية الـ25 لاستشهاد المهندس الثاني لكتائب القسام وأحد طلاب كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة القدس جهاد فايز غلمة.
في ضحى الخامس من شباط أعلنت شمس خليل الرحمن ميلاد السنبلة الايمانية جهاد غلمه في منزله الكائن قرب المسجد الإبراهيمي ليرضع كل يوم خمس مرات صوت الله أكبر مردداً في وجدانه، نشأ طفلاً وغلاماً وشاباً في ظل أسرة تقية تحثه وتعلق قلبه في المساجد وخاصة مسجد ابن عثمان في البلدة القديمة ليواظب فيه على الطاعات وتلقي الدروس الدينية وتأصلت بذلك شخصيته الإيمانية وترعرعت بذرته الإسلامية فأحبه الصغير والكبير.
في جماعة الإخوان
انخرط في صفوف جماعة الأخوان المسلمين عام 1982م، أما عن صفاته فكان رحمه الله هادىء النفس يحفظ من القرآن ثلثيه منكباً على مطالعة الكتب الإسلامية ومتأثرا بشخصية الشهيدين سيد قطب وعبد الله عزام، أنهى رحمه الله الثانوية العامة، فأراد أن يكمل تعليمه فلم يجد أفضل من دراسة الشريعة الإسلامية فتوجه لدراستها في كلية الدعوة وأصول الدين في القدس، وكان خلال وجوده في القدس دائم التردد على المسجد الاقصى يصلي فيه معظم الأوقات خاصة صلاة الفجر في جماعة.
أوائل الذين أشعلوا الانتفاضة المباركة
كان رحمه الله من أوائل الذين أشعلوا الإنتفاضة المباركة لهيبًا تحت أقدام الصهاينة انتقاماً للكرامة وسخطاً على الأعداء يهود، وحينما بدأت حركة المقاومة الإسلامية حماس تشق طريقها كان رحمه الله من أبرز أبنائها النشيطين وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية في مدينة الخليل لحركة حماس في حين كان الشهيد حاتم المحتسب مسؤولا عن المنطقة الجنوبية في الخليل.
حياته الجهادية
بدأ العقل الجهادي الأكثر سخونة يحول مدينته خليل الرحمن وضواحيها وباقي لوائها لساحات شرف يمتطي فيها جند القسام خيول الاباء مع مجموعته التي أطلق عليها اسم وحدة الأهوال ويسقط القتلى من الجنود ومستوطني الاحتلال صرعى برصاص القساميين بقيادة هذا الشهيد القسامي الذي أطلق عليه الصهاينة لقب المهندس رقم (2) لكتائب القسام. قام باطلاق أول صاروخ على الاحتلال على مبنى الدبوية ثم مبنى الحاكمية العسكرية ليدكها بتلك الصواريخ القسامية، ويعتبر هذا الشهيد أول من أطلق الصواريخ من القساميين على احفاد القردة والخنازير بني يهود وصدر بيان قسامي عبر فيه أن العملية جاءت انتقاما لمقتل الشهيد اسلام أبو رميلة والشهيد زهير فراح وشهيدنا البطل كان أول من دك مغتصبة كريات أربع بقذائف الهاون.
رامبو القسام أو قائد كتيبة الأهوال أو أبو قتيبة هي أسماء ثلاثية الأبعاد كانت تتألف منها شخصية الشهيد جهاد غلمة فهو مؤسس كتيبة الأهوال التي تم اكتشاف أمرها من قبل المخابرات الصهيونية بين عامي 92و93 حيث تم اعتقال معظم أفرادها فيما ارتقى عدد آخر إلى الجنان في عمليات متفرقة لكتائب القسام في منطقة الخليل.
استشهاده
مع اقتراب أعياد يهود بدأ رحمه الله يفكر في توجيه ضربة قاسية تشل حركتهم وتحرم عليهم مدينة ابراهيم الخليل فيختار الزمان والمكان المناسب لذلك، وعند اقتراب الموعد يستعد بطلنا للمواجهة فيصطحب معه المجاهدان عادل الفلاح وطارق النتشه لينطلق الى عمليته، ولكن إرادة الله تحول بينه وبين ما أراد فإذا بقوة خاصة من المستعربين تطوق سيارته وتمطر المجاهدين بوابل من الرصاص فيرتقي أولا الشهيد عادل الفلاح ثم طارق النتشه ويستطيع جهاد غلمة امتشاق سلاحه والتحرك إلى شجرة بعد أن رد باطلاقه الرصاص ليرتقي بعدها شهيدًا بتاريخ 16/4/1995م، لتعلن سلطات الاحتلال بعد استشهاده بقيامه بقتل تسعة من الجنود والمستوطنين واصابة عشرين آخرين على يد هذا الشهيد وأخوته الميامين، فإلى جنات الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء.