مضت ثمانية سنوات، ولا زال عبد الرحمن حمدان طالبًا في جامعة بيرزيت، ممثلا نموذجا لما يعانيه طلبة الجامعات في الضفة، من استهداف مزدوج من قبل السلطة والاحتلال على حد سواء، إذ ذاق من كأس الباب الدوار عدة مرات، حيث لا تكاد تنقضي أيام بعد الإفراج عنه من سجون السلطة، حتى تلاحقه قوات الاحتلال لاعتقاله، وهو ما تسبب بعرقلة دراسته الجامعية وحياته مع عائلته.
الطالب حمدان يدرس حالياً في كلية التجارة، بعدما اضطر للتحويل من قسم الهندسة الكهربائية، لكثرة الاعتقالات التي تعرض لها. أربع مرات لدى الاحتلال قضى خلالها ما يزيد عن عامين في سجونهم، وثمانية مرات لدى السلطة أصيب خلالها بمشاكل صحية بالعمود الفقري نتيجة التعذيب في زنازينهم.
وقد فتحت أجهزة السلطة جحيم الاعتقالات على عبد الرحمن باعتقال مخابراتها له في شهر تموز من عام 2014 لما يزيد عن شهر، وأفرج عنه بعد ذلك ليعتقله الوقائي كذلك في شهر أكتوبر لأكثر من شهر، وما أن أفرج عنه حتى عاد واعتقله في شهر ديسمبر من ذات العام لما يزيد عن أسبوعين.
ومن ثم جاء دور الاحتلال ليزج به في سجونه، حيث اعتقله في شهر أيار عام 2015 ليقضي حكمًا بالسجن 12 شهرًا، وأفرج عنه الاحتلال ليعود بعدها ويعتقله إداريًا أربعة شهور بتاريخ في ديسمبر عام 2016، وما أن أفرج عنه الاحتلال حتى أعاد اعتقاله في تموز من العام 2017 قضى خلالها ثمانية أشهر في سجونه.
أفرج الاحتلال الإسرائيلي عنه لتتابع مخابرات السلطة دورها فاعتقلته في سيبتمبر 2018 لأكثر من شهر، لينتهي به المطاف بعدها بأشهر قليلة معتقلًا إداريا لمدة أربعة أشهر في سجون الاحتلال في مارس 2019، وكذلك اعتقلته مخابرات السلطة خلال شهر نوفمبر 2019، وتعرض خلال ذلك الاعتقال لكسر في يده وتعذيب وحشي لمدة خمسة أيام.
وها هو الآن وللمرة الرابعة معتقلا لدى الاحتلال في مركز تحقيق المسكوبية، إذ جرى اعتقاله بتاريخ 25/02/2020.