الاحتلال والسلطة يعملان معًا لتجفيف العمل الطلابي في جامعات الضفة الغربية

لم يتوقف التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية يومًا ما، على جميع الأصعدة والمستويات، بدءًا من الجمعيات الخيرية والأنشطة الاجتماعية المساندة، وحتى ساحات العمل الطلابي، وكثيرًا ما عملت سياسة الباب الدوار بفعالية في ملاحقة وحصار واعتقال طلبة الجامعات، يخرجون من زنازين أجهزة السلطة حينًا فيداهمهم الاحتلال بالاعتقال والتصفية حينًا آخر، لا يقتصر ذلك على جامعةٍ بعينها، بل يمتد لجميع جامعات الضفة الغربية، ولطلبتها من مختلف التخصصات والمراحل الأكاديمية.

لكن حملة التجفيف أخذت بُعدًا أكبر مع إندلاع معركة طوفان الأقصى حين شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالٍ طالت خلال أول شهرين أكثر من 7 آلاف ناشطٍ فلسطيني في الضفة الغربية، أكثر من 457 منهم من طلبة الجامعات الفلسطينية، ثم اتسعت الحملة بتنسيقٍ أكبر مع السلطة الفلسطينية تجلى في اعتقال الطلبة المفرج عنهم من زنازين الأجهزة الأمنية، خلال سويعاتٍ فقط بعد الإفراج عنهم.

كما تزامنت الحملة مع اقتحامٍ لحرم جامعة النجاح وجامعة بيرزيت، واعتقال لطلبة معتصمين محتمين بجامعاتهم من بطش الأجهزة الأمنية، ثم اقتيادهم لتحقيقٍ مكثف في سجون الاحتلال على خلفية عملهم الطلابية وبنفس التهم التي وجهتها لهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

ثم امتدت الحملات لتطال وبشكلٍ ممنهج الطالبات من مختلف التيارات الطلابية، من الكتلة الإسلامية والجهاد واليسار، في محاولةٍ واضحة لتقويض أي زخمٍ طلابي قد يترجم لفعلٍ شعبي حقيقي في وجه التنسيق الأمني أولًا والإبادة ثانيًا.

كما سعت قوات الاحتلال لاعتقال صفوف وقادة الكوادر الطلابية من الجامعات الفلسطينية، بدءًا من الصف الأول، ومن ثم القيادات التي تقدمت في غيابها، فتلاها الصفوف الثانية والثالثة، حتى كادت الاعتقالات تنال كل من رفع شعارًا في الحملات الانتخابية مخالفًا لشعار الشبيبة الطلابية.

وتضاءلت مساعي أي جهات إنسانية أو حقوقية أو أكاديمية في إحراز تقدمٍ معين يُخرج الطلبة من سجون الأجهزة الأمنية، بل أصبح اعتقالهم في سجون السلطة لا يقل قسوة وحشية عن اعتقالهم في سجون الاحتلال.

بكل هذه المحاولات، لم يتوقف العمل الطلابي عن مواصلة وجوده بالنسبة لأبنائه، بل ظل شعاره دائمًا "نعمل في خدمة طلبتنا من التسجيل إلى التخرج"، في تجاوزٍ لملاحقات السلطة واعتقالات الاحتلال حتى يُصار إلى عودة حقيقية للساح الطلابي ومجده وثورانه.

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :