ولد الشهيد معزوز دلال بتاريخ 4/11/1966 لأسرة مهاجرة من "كفر سابا" الى مدينة قلقيلية.
درس الابتدائية والإعدادية في مدرسة الوكالة والدراسة الثانوية في مدرسة السعدية في قلقيلية، والتحق بمعهد قلنديا، وهناك كان له باعا مشهودا في تاريخ الكتلة الإسلامية حيث ترأس الكتلة في المعهد وكان من السباقين في تقديم الخدمات للطلاب دون تحيز أو فئوية.
معزوز.. والتحقيق
كانت الانتفاضة الأولى عام 1987 هي الميدان الأول للشهيد معزوز الذي صال وجال فيها جنديا وقائدا مغوارا لا يعرف للخوف والجبن سبيلا.
كان مخططا ومنفذا في آن واحد، يناور ويحاور الفصائل الأخرى يشحذ الهمم ويقوي العزائم ليس لديه وقت إلا أن يقاوم، نظم المسيرات ضد الاحتلال الصهيوني في أكثر من مناسبة.
تعرض للاعتقال للمرة الأولى سنة 1990 وكانت فترة التحقيق معه مدة سبعين يوما ولم يصدر عنه أي اعتراف بل كانت فلسفته اثناء التحقيق (إنني أطلب الشهادة وأسعى إليها، فإذا نلتها أثناء التحقيق فهذا ما أتمناه ولن اعترف بأي شيء).
وفي هذا التحقيق تم قطع غضروف الرجل اليمنى الذي يربط الركبة ومنذ ذلك الوقت والمشاكل الصحية كانت تلاحقه.
حكم على معزوز سنة بتهمة تنظيم حركة حماس، واعتقل للمرة الثانية سنة 1992 أربعة شهور إداري، وفي عام 1994 اعتقل إداريا لمدة ستة أشهر، وفي الاعتقال الأخير تدهورت صحته ورفضت إدارة السجن تقديم العلاج له وتدهورت صحته ومنع من الزيارة، إلا أنه قام بتهريب رسالة عن طريق المحامي تضمنت أنه تم علاجه بإبرة من قبل ممرض درزي، وبعد هذه الإبرة ساءت حالته الصحية وأخذ وزنه يقل، وفقد الوعي ولم ينقل إلى المستشفى إلا بعد 6 شهور وتوفي في مستشفى السجن وخرج من السجن شامخا شهيدا يشكو الى الله ظلم الاحتلال وإرهابه.
صرخة.. من داخل الزنزانة
الشهيد القسامي معزوز دلال وجه من زنزانته القابع فيها قبل استشهاده صرخة بتاريخ 25/11/1994 بعنوان (وإني لأنتظر) تحدث فيها عن معاناته الشديدة جراء الإهمال الطبي الذي واجهه، وكيف اعتقله الاحتلال بتاريخ 6/9/1994م وهو يمشي على عكازته، حتى أن إدارة سجن طولكرم الصهيونية رفضت استقباله، وقال له الطبيب الصهيوني مكانك المناسب هو البيت.
ورغم ذلك نقل الى سجن جنيد في نابلس ورفضت إدارة السجن هناك استقباله، ثم أعيد إلى طولكرم وبعدها أعيد إلى جنيد بعد هذه الرحلة من العذاب ليدخل إلى عيادة السجن المهترئة، وهناك قام المعتقلون الإداريون بتقديم شكوى الى إدارة السجن بعد أن تدهورت صحة المرضى بشكل كبير جدا أدت إلى حدوث إعاقات لديهم.
وشرح الشهيد في صرخة الاستغاثة حالته الصحية وهو يتلوى على الأرض من شدة الألم، وأطباء السجن لا يحركون ساكنا ولسان حالهم يقول: لا رحمة للاحتلال الصهيوني.
وتطرق الشهيد في رسالته الأخيرة الى عملية الخداع التي تعرض لها وهو على فراش المرض عندما حضر أحد الممرضين يطلب منه التوقيع على ورقة تتضمن تحويله إلى المستشفى، إلا أنه رفض التوقيع وتبين أن مضمونها يشير إلى رفض الشهيد معزوز دلال الذهاب إلى المستشفى لكي يخلو مسؤوليتهم من الأمر، وفضح الأمر على الفور.
وفي حينها، أصدرت مؤسسة الحق بيانا تعقب فيه على استشهاد الشهيد معزوز دلال في أقبية السجون وفقدان الرعاية الطبية وجاء في بيانها المؤرخ في 9/4/1995: "السلطات الصهيونية مسؤولة عن وفاة الشهيد معزوز دلال حيث تم اعتقاله وهو على فراش المرض وكان يعاني من آلام في الظهر والرجل اليمنى ولم يكن قادرا على الحركة".