تمر علينا الذكرى الثامنة عشر لرحيل الشهيد أحمد عتيق، أحد طلاب الكتلة الإسلامية في جامعة القدس المفتوحة.
عام 2000 كان الطالب في جامعة القدس المفتوحة أحمد علي عتيق على موعد مع المقاومة، حيث انضم لكتائب الشهيد عز الدين القسام إبان انتفاضة الأقصى، ونشط في صفوفها، ليكون مقداماً لا يهاب، طليعةً في مسيراتها ونشاطاتها، وشعلةً لا تخمد من التوهج من أجل فلسطين.
قال عنه والده الداعية الشيخ علي عتيق في وداعه: الحمد لله الذي من علي بأن اصطفى ابني شهيداً، لقد ترعرع أمام عيني 19 عاماً، وها قد رحل إلى جوار ربه، كنت له المعلم في الدنيا، وها هو الآن أضحى معلمي".
ولد الشهيد بتاريخ 26 من يوليو تموز عام 1978، في بلدة برقين، التي تنتمي لجنين القسام، وقد عُرف عنه الهدوء والخجل والابتسام، كما كان معلق القلب والروح بالمسجد، كثير القيام والصلاة، حريصاً على المشاركة بالأنشطة الدعوية والاجتماعية الأخوية.
ظهرت ملامح التزامه مبكراً، لا سيما وأنه نشأ في بيت ملتزم عُرف عنه الدعوة إلى الصلاح وذكر الله، وقد أثر ذلك على مراهقته، وحفظها في إطارٍ من الالتزام والتدين، فكان أيقونةً للعمل الطلابي الإسلامي إثر انضمامه للحركة الطلابية الإسلامية في مدارس برقين.
إثر إنهاءه لشهادة الثانوية العامة التحق بجامعة القدس المفتوحة، ليدرس تخصص التربية الإسلامية، لكن رغبته بالشهادة دفعته لتفضيل الجنة، فقام في سنته الدراسية الأولى، عام 2002، باقتحام معسكر تياسير الاحتلالي قرب بلدة طوباس، والاشتباك لما يزيد عن الأربع ساعات متواصلة مع جيش الاحتلال، ما أسفر عن استشهاده هو ورفيقه القسامي صالح كميل، ومقتل عدد من جنود الاحتلال من بينهم قائد المعسكر وإصابة آخرين منهم.
مثل استشهاده مفاجأة لأهل بلدته ولمحبيه وأصدقاءه، لا سيما وهو الشاب الخجول الهادئ الذي ما عرف المطاردة يوماً ولم يبدو عليه قسوة العمل العسكري وصلابة الإقدام على الشهادة، خرج في جنازته الألوف ممن عرفه ولم يعرفه، مودعين بطلاً خجولاً ضرب الصهاينة في أعتى تحصيناتهم.