لم يطل الأمر بالفلسطينيين كثيرًا لمعرفة اسم الفدائي الذي خرج لتنفيذ عملية في مفرق عيلي، إذ سرعان ما أعلن الاحتلال عن اسمه بعد نشره صورةً لهويته الشخصية التي أخرجها من جثمانه الطاهر، حينها عرف الفلسطينيون أن الشاب مهند فالح شحادة ابن جامعة النجاح الوطنية وأحد ناشطي الكتلة الإسلامية قد اختار أن ينهي حياته بالشهادة.
استشهد مهند في السادسة والعشرين من عمره وهو أسيرٌ محرر، من مواليد عام 1997، لعائلة تعرف ببساطة حالها وتواضعها، وهو واحد من أربع أشقاء، وقد أنهى تعليمه في مدارس القرية، ثم التحق بكلية التربية الرياضية في جامعة النجاح بنابلس، وتخرج منها قبل 4 سنوات.
وحين تخرج لم يجد مهند وظيفةً بتخصصه الجامعي فاشتغل عاملا في مواقع عدة، حتى استشهاده، كما تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال.
ويشهد أهالي عوريف لمهند بأدبه الجم وطيبة أخلاقه، وهو ما يثني عليه طلبة جامعة النجاح الوطنية وزملاؤه ممن عرفوه محبًا للمساعدة متطلعًا لخدمة دينه ودعوته ملتزمًا في صفوف الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، حتى غدا أميرًا لها في كلية الرياضة، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية الفلسطينية لاستهدافه واعتقاله دون تهمةٍ محددة.
وكان مهند قد خرج برفقة صديقه الشاب خالد مصطفى عبد اللطيف صباح (24 عاما) لتنفيذ عملية عيلي البطولية والتي أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين بجروح خطيرة إثر إطلاق النار عليهم من قبل مهند ورفيقه خالد قرب مستوطنة "عيلي" بين مدينتي نابلس ورام الله بالضفة الغربية.
وفيما استُشهد مهند بعد دقائق من العملية استطاع رفيقه خالد الانسحاب فيما لاحقته قوات خاصة صهيونية متتبعة المركبة التي استقلها حتى التحق بصديقه شهيدًا على مشارف مدينة طوباس.
وكانت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)قد زفتا في بيانٍ لهما الشهيدين شحادة وصباح. وقالت حماس أن كُلا من مهند وخالد ينتميان لكتائب القسام جناحها المسلح، مؤكدة أن هذه "العملية البطولية" تأتي ثأرا لدماء الشهداء وردا على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى الشريف، فيما زفّت الكتلة الإسلامية ابنها المجاهد وأمير كلية الرياضة السابق الشهيد البطل مهند شحادة داعية الفلسطينيين للتقاطر والاحتشاد للتضامن مع بلدة عوريف وشهدائها في وجه جموع المستوطنين التي تهاجم البلدة باستمرار في محاولةٍ للتضييق على سكانها ومواصلة مصادرة المزيد من أراضيهم.