لطالما رفدت الجامعات الفلسطيني ميدان النضال والمقاومة بالمهندسين والمقارعين للاحتلال، والمتفانين في سبيل استمرار العمل المقاوم وتجذره في نفوس الشباب الجامعي، ومن هؤلاء خرج الجرحى والأسرى والمبعدون والشهداء على درب ذات الشوكة دون تململ.
ومع اشتداد الهجمة الصهيونية على الأسرى في سجون الاحتلال تتصدر أخبار انتهاكات الاحتلال بحق عمداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وأبرز ناشطيها في العمل النقابي الجامعي، الذين تنقلوا من الدفاع عن حقوق الطلبة إلى الدفاع عن حرية الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره ودولته.
من هؤلاء الأسير القسامي عبد الناصر عطا الله عيسى، ابن الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، الذي أمضى 30 عامًا في الأسر، من حكمٍ جائر بالمؤبد وعشرين عامًا، لدوره البطولي في التخطيط والمساهمة في تنفيذ عمليات استشهادية لكتائب القسام.
من جامعة النجاح أيضًا الأسير القسامي ابن الكتلة الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة النجاح، ورفيق العياش وعلي عاصي وعدنان مرعي، الذي يمضي حكمًا بالسجن المؤبد لـ 26 مرة إضافة إلى 27 سنة أخرى، وهو أحد نشطاء القسام الذين عملوا من أجل الأسرى وحريتهم.
ينضم إليهم قافلة من الأسرى النقابيين في صفوف الكتلة والقساميين في صفوف المقاومة، من بينهم الأسير سليم محمد حجة، والأسير صلاح الدين أبو حلبوش، والأسير سعيد ذياب، والأسير محمد بركات، والأسير عماد ضرار الأغبر، ومع عملية طوفان الأقصى انضم لهم العديد من الشبان الجدد من كوادر الكتلة الإسلامية منهم ممثل الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح "أسيد حمادنة"، وممثل الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الطالب في كلية الهندسة " مصعب حنايشة"، وعضو مجلس اتحاد الطلبة - سكرتير اللجنة الاجتماعية في مجلس اتحاد الطلبة - إسلام الفارس.
ومن جامعة بيرزيت أيضًا الأسير القسامي محمود شريتح، الذي تميز في نشاط الكتلة الإسلامية في بيرزيت وكان أميرًا لها عامي بين 1997 و1999، وشغل منصب رئيس مجلس الطلبة في الجامعة بين عامي 1999-2001، ويقضي في سجون الاحتلال حكمًا بالسجن لـ 7 مؤبدات.
ينضم إلى قائمة الأسرى العمداء أيضًا قائد كتائب القسام في الضفة إبراهيم حامد الذي أدانه الاحتلال بتهمة قتل 46 صهيونيًا وإصابة 400 آخرين، حيث يقضي اليوم حكما بالسجن المؤيد 54 مرة، والقسامي بلال يعقوب البرغوثي الذي يقضي حكمًا بالسجن 16 مؤبدًا و35 عامًا، والأسير سلامة محمد القطاوي الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 15 عاماً، على خلفية مشاركته في عملية اشترك فيها مع ابن جامعة بيرزيت الأسير القسامي أحمد أديب الصيفي الذي يقضي حكمًا بالسجن 17 عامًا.
وتتجدد تضحيات الأسرى باعتقال الاحتلال للكوادر الشابة في الكتلة الإسلامية، حتى يبدو كأن تجربة المعتقل انصهارٌ لا بد منه لروح المقاتل، آخر الاعتقالات في صفوف بيرزيت طالت كًلا من رئيس مجلس طلبة بيرزيت محمد عرمان، ومنسق الكتلة الإسلامية الطالب شادي عميرة، وسكرتير لجنة العلاقات العامة في دورة المجلس السابقة "خـالد بعيــرات"، ومنسق كتلة اتحاد الطلبة التقدمية في جامعة بيرزيت نسيم البرغوثي.
ولا تنفصل جامعة النجاح ولا بيرزيت بحال عن الجامعات الفلسطينية التي تزدهر طاقات الشابة حراكًا داخل السجن وخارجه على خطوط التماس والاقتحام، وتقدم الشهداء والقادة العظام الذين تشهد لهم الزنازين صمودَا وساحات الميدان بسالة وشجاعة لا تنقطع.