منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر شنت قوات الاحتلال حملة على طلبة ونشطاء الجامعات في الضفة الغربية، شملت اعتقال المئات منهم والتنكيل بهم ومن ثم تحويلهم مباشرةً للاعتقال الإداري.

وفي محاولة لتكميم الأفواه وردع الطاقات الشابة في الضفة الغربية من المشاركة في دعم وإسناد المقاومة جماهيريًا وشعبيًا ونصرة قطاع غزة، استهدفت قوات الاحتلال أبرز القيادات الطلابية في كلٍ من جامعة بيرزيت والنجاح والخليل والبوليتكنيك والقدس أبو ديس والأمريكية في جنين.

وبلغ عدد الطلبة المعتقلين من جامعة النجاح الوطنية منذ السابع من أكتوبر 29، حتى منتصف أيار الحالي، من بينهم طالبتان، أما في جامعة بيرزيت فقد بلغ عدد الطلبة 46 من بينهم 7 طالبات، وفي جامعة البوليتكنيك 18 بينهم طالبتان، وفي جامعة الخليل 30 بينهم 4 طالبات، وفي جامعة القدس أبو ديس 21 بينهم 3 طالبات، وفي الجامعة الأمريكية 6 طلبة.

وبالتزامن مع جملة أحكام الإداري بحقهم والتي تراوحت بين 4 أشهر و 6 أشهر، جددت قوات الاحتلال الحكم الإداري لعشرات الطلبة والطالبات، ما تسبب في خسارة أكاديمية كبيرة تتراوح ما بين فصلٍ دراسي وثلاثة فصول لعددٍ من الطلبة.

هذه الأرقام لا تشمل بأي حالٍ من الأحوال العشرات من طلبة الجامعات الفلسطينية المعتقلين قبيل طوفان الأقصى على خلفية عملهم النقابي والذين جُدد لبعضهم حكمه الإداري من قبل، حتى أن بعضهم تجاوزت مدة اعتقاله السنتين فيما تواصل محاكم الاحتلال اعتقال الطلبة والتنكيل بهم معتبرة أن العمل الطلابي هو رديف للأنشطة التي تطلق عليها "الإرهابية".

وكانت أسماء الطلبة المعتقلين من جامعات الضفة الغربية قد تضمنت كوادر نقابية بارزة، ففي جامعة بيرزيت اعتقل الاحتلال كلا من رئيس مجلس طلبة بيرزيت محمد عرمان، ومنسق الكتلة الإسلامية الطالب شادي عميرة، وسكرتير لجنة العلاقات العامة في دورة المجلس السابقة "خـالد بعيــرات"، ومنسق كتلة اتحاد الطلبة التقدمية في جامعة بيرزيت نسيم البرغوثي.

وفي جامعة النجاح اعتقل الاحتلال كلًا من ممثل الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح "أسيد حمادنة"، وممثل الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الطالب في كلية الهندسة " مصعب حنايشة"، وعضو مجلس اتحاد الطلبة - سكرتير اللجنة الاجتماعية في مجلس اتحاد الطلبة - إسلام الفارس.

وفي جامعة القدس اعتقلت منسق الكتلة الإسلامية في جامعة القدس مهند قفيشة، والناشط في الكتلة الاسلامية في جامعة القدس عبد الله صلاح، وفي جامعة الخليل اعتقلت منسق الكتلة الإسلامية أحمد الشريف، وممثل الكتلة الإسلامية في الجامعة العربية الأمريكية "أمين عرايشي".

كما ضمت حملات الاعتقال العشرات من الناشطين في الحراك الشبابي المتواصل لدعم المقاومة في غزة ونصرة صمودها، إضافةً للفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعية، والمشاركين بشكلٍ ثابت في الفعاليات الوطنية الجماهيرية.

وما بين الاعتقال والإداري، يتواصل مسلسل الاقتطاع من حياة الطالب الفلسطيني في جامعات الوطن، أحيانًا تقتطع حياته الأكاديمية كاملة بنسف جامعته أو قتله، وأحيانًا أخرى تقتطع منها سنواتٌ تبدو لمن هم خلف القضبان ضوئية بعيدة عن الشمس، خاصةً مع حملات القمع المتواصلة والتنكيل والتعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين، ورغم هذا وذاك يدرس الفلسطينيون أن باب الحرية لا بد وأن يفتح ذات يوم ولو بأيدٍ مضرجة بالدماء.