35 عاماً مضت على استشهاد الشاب أمجد عبد المجيد حسن، ومع ذلك ما زالت ذكراه العطرة أقوى من أن تموت.
في عام 1989 ونتيجةً لأحداث انتفاضة الحجارة كان أمجد على موعدٍ مع الشهادة، من خلال مشاركته بمواجهات ضد قوات الاحتلال، التي تواجدت في بلدته دير السودان القريبة من رام الله.
حتى اليوم ما زال الشيخ ماجد حسن شقيق الشهيد يستذكره بكل حبٍ وشوق، كيف لا وقد ترك رحيله في القلب غصة، وفراغاً لم يملأه من بعده أحد.
عام 1966 ولد الشهيد في دير السودان، ومنذ البداية كان سمته إسلامياً فالتحق بشباب المساجد ونشأ بينهم، وتعرف على الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت في وقتٍ مبكرٍ، وقبل دخوله لجامعة بيرزيت، حتى أنه شارك شبانها في أول عملٍ تطوعي بقرية دير أبو مشعل.
وإن كان قوله تعالى "ذرية بعضها من بعض" ينطبق على آل عمران عليهم السلام، فهو كذلك يشير إلى آل حسن، البيت الكريم الذي هب منذ البدايات الأولى لنصرة الحركة الإسلامية، وكذا كان أمجد، حيث عمل على تشكيل جبهةٍ إسلامية طلابية في مدرسته، نشاط طلابي على شاكلة الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، يحمل الأهداف والفكر نفسه، لكنه يعمل بآلياتٍ أكثر بساطةً وتواضعاً.
ورغم محبة أمجد لجامعة بيرزيت وكتلتها، إلا أن رغبته في التخصص بالشريعة الإسلامية دفعته للالتحاق بجامعة الخليل، ومنذ اللحظة الأولى أكمل أمجد التقاط الشعلة، وكان متوهجاً في العمل الإسلامي، مميزاً في نشر الفكر الدعوي، مؤمناً بالجهاد والعمل ضد الاحتلال، ولذا لم يكن من المستغرب أن يلتحق بحركة حماس إثر إعلان نشأتها عام 1987.
واصل أمجد دربه الدعوي، فأنشأ حلقات القرآن والعلم للفتية في بلدته دير السودان، وقام بتدريسهم القرآن والحديث، وكثيراً ما أم صلوات المسجد وبرز في خطبه.
إثر اشتداد وتيرة انتفاضة الحجارة، كان أوار أمجد يشتد، ورغبته بالجهاد والشهادة تستعر، فرزقه الله حُسنها بتاريخ 24/4/1989، أثناء مواجهته للاحتلال، الذي أطلق عليه رصاص الغدر فأصابه بعنقه، ثم احتجز جثمانه في مستوطنة "حلميش" المتاخمة للبلدة، حتى أفرجت عنه، وشيعه أهله وأحباؤه.