بعد وقفةٍ لأهالي الطلبة المعتقلين أمام حرم جامعة النجاح الوطنية، وتدخلٍ مباشرٍ من غرفة تجارة وصناعة نابلس، ودعوات من جهات نقابية وُجهت لإدارة جامعة النجاح ومجلس عمدائها بالإصغاء لمطالب طلبتها، والتعاون معهم في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية لجميع فئات الشعب الفلسطيني، تصر إدارة الجامعة ومجلس عمدائها على صم آذانها عن الواقع وتتماهى مع اعتقال الاحتلال لطلبتها.
فبعد مداولات واجتماعات، بين الإدارة وجميع أطياف اللون السياسي الفلسطيني في الجامعة، التي طالبت بتغليب مصلحة الطالب على أي مصلحةٍ ماليةٍ أخرى، خرجت الكتل الطلابية في مؤتمر صحفي لتعلن تعنت إدارة الجامعة، واستمرارهم في الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم.
وكان الأمن الجامعي قد أغلق أبواب الحرم أمام الأهالي، والطلبة المعتصمين، ومنعهم من دخوله، ما حول مكان اعتصام ليكون أمام بوابات الجامعة، وهو ما يشكل خطرًا أكبر على حياة الطلبة المعتصمين، لا سيما في ظل استمرار اقتحام الاحتلال اليومي لمدينة نابلس.
وكان مجلس الطلبة قد أعلن بالتعاون مع الكتل الطلابية خلال مؤتمره الصحفي إن الحقوق لا توهب بل تنتزع، وإن المهلة لإدارة الجامعة انتهت، وبالتالي سيستمر طلاب الجامعة في اعتصامهم، الذي بدأه زملاؤهم المعتقلون من قلب الجامعة.
مؤكدين أن مكان الاعتصام ليس مهمًا، فإن كان من داخل الجامعة أو أمام أسوارها ستواصل الكتل الطلابية اعتصامها حتى تحقيق مطالبها.
وحمّل مجلس الطلبة والكتل الطلابية إدارة الجامعة، المسؤولية عن أي ضرر قد يلحق بالعتصمين من أي جهة كانت.
وأكد مجلس الطبة أنه كان وفي كلّ طروحاته واقتراحاته حريص على سير العملية التعليمية بطريقة سليمة، مشدداً على أن كل مطالبة تصبُّ في مصلحة الطالب والجامعة معًا.
وأوضح مجلس الطلبة أنه مازال على استعداد للجلوس على ذات طاولة الحوار التي أغلقت في وجهه لتحقيق المطالب، وفي سبيل الحفاظ على مصلحة الجامعة.
واقتحمت قوات الاحتلال ففي فجر الإثنين الموافق 15 يناير/ كانون ثاني عام 2024 حرم جامعة النجاح القديم عبر إحدى البوابات واحتجز أفراد أمن الجامعة وقام باعتقال مجموعة من الطلاب، وعاث في الجامعة فساداً واقتحم مصلى الجامعة وكسَّر المحتويات وانتهكت قدسية نسخ القرآن الكريم وداستها الجنود وقذفتها وسط الخراب الذي أحدثته.
ويأتي هذا الاقتحام وسط عجز الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية عن ممارسة دور دفاعي تجاه انتهاكات الاحتلال أمن المواطن الفلسطيني، ولوحظ اختفاء عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتواجدهم داخل مقراتهم البعيدة عن الحدث خطوات قليلية.
وأدانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اقتحام جيش الاحتلال للحرم القديم لجامعة النجاح الوطنية في نابلس، واعتقال عدد من طلبتها وموظفيها والاعتداء عليهم، وإحداث خراب في ممتلكاتها ومبانيها. وقالت الوزارة في بيان صدر عنها، إنَّ مواصلة الاحتلال لجرائمه، واستمراره في انتهاك حرمة مؤسسات التعليم العالي يعدان ضرباً بعرض الحائط لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تجرم الاعتداء على هذه المؤسسات، وتكفل الحق بالتعليم للطلبة في ظل بيئة آمنة ومستقرة في الظروف كافة.