الاحتلال يقتحم حرم جامعة النجاح الوطنية ويعتقل الطلبة المعتصمين: من بينهم رئيس مجلس الطلبة

 

 

اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم الاثنين حرم جامعة النجاح الوطنية، واعتقلت الطلبة المعتصمين فيها المطالبين إدارة الجامعة بضرورة إيجاد تسهيلات حقيقية تخفف عبء الأقساط الجامعية عن الطلبة.

 

وكان مجلس طلبة الجامعة بقيادة الكتلة الإسلامية، قد أطلق اعتصامًا مفتوحًا بمشاركة جميع ألوان الطيف النقابي والسياسي للطلبة، لمطالبة إدارة الجامعة بتخفيف الضرر الأكاديمي الذي طال الطلبة إثر حرب غزة وتدهور الأوضاع في الضفة، وبما يضمن تفهم الجامعة للأوضاع الاقتصادية المتردية وانقطاع الرواتب وتوقف الأعمال.

 

وجاء اقتحام الاحتلال للحرم الجامعي، بعد حملة تهديدٍ ووعيد أطلقتها إدارة الجامعة إثر اجتماع مجلس عمداء الجامعة مطلع يناير الحالي، مصدرًا قرارًا بمنع الطلبة من الاعتصام والمبيت داخل الحرم الجامعة، مبررًا ذلك بأن الأوضاع الاستثنائية في الوطن تجعل من الخطر على الطلبة المبيت في الجامعة.

 

ومتجاهلًا في الوقت ذاته أثر هذه الأوضاع الاستثنائية على القدرات الأكاديمية والاقتصادية للطلبة، واستمرار أدائهم الدراسي والمعرفي بالشكل اللائق.

 

كما تضمن القرار تهديدًا صارمًا للطلبة المعتصمين، الذين يمثلون جميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، باتخاذ إجراءات إدارية وقانونية لفض الاعتصام بالقوة.

 

وقد سبق ذلك تضييق من الأمن الجامعي، ومنع الطلبة من إدخال أي مستلزمات للمبيت أو أي من مقومات الاعتصام، إضافةً لحرمان الطلبة من استخدام مرافق الجامعة، أو إدخال أغطية تخفف عنهم وطأة البرد الشديد.

 

وإثر ذلك أكد مجلس الطلبة في بيانٍ أصدره، أنه لن يتراجع عن حقوق الطلبة مهما كانت التبعات، مطالبًا مجلس عمداء النجاح أن يصغي لأبنائه الطلبة الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء منذ أكثر من عشرين يومًا، محملًا مجلس عمداء الجامعة المسؤولية عن أي ضرر قد يلحق بأي طالبٍ معتصمٍ داخل أسوار الجامعة.

 

فجر اليوم طرأ تطورٌ لافت على اعتصام الطلبة، تمثل في دخول الاحتلال على الخط، وحصاره لجامعة النجاح، واقتحام حرمها والعبث فيه، ثم اعتقال الطلبة المعتصمين، ليكون هذا الحدث عنوانًا لصباح الفلسطينيين في الضفة الغربية.

 

وأمام اقتحام الاحتلال للحرم الجامعي للمرة الثانية منذ عام 1992، واعتقالها الطلبة المعتصمين، تُطرح تساؤلات جدية عن جامعة النجاح، كحرمٍ أكاديمي ضامن وحاضن لطلابه وحافظ لحقوقهم، كرافعة وطنية للنضال في حصار 1992، وتكريس لسياسة إقصاء الآخر في اقتحام 2024.

تساؤلات تأتي في سياق طريقة إنهاء هذا الاعتصام السلمي الذي حمل منذ اللحظة الأولى هدف حماية حقوق الطلبة وتكريس سنوات جامعية أفضل لهم رغمًا عن رأسمالية مجلس عمداء الطلبة واستنزافه لمقدرات الطلبة وأعمارهم.

اعتصامٌ قال عنه الطالب محمد سلامة رئيس مجلس الطلبة، وأحد كوادر الكتلة الإسلامية، في وقفة طلابية داعية إدارة الجامعة للإصغاء لطلبتها ومراعاة ظروفهم: "كلّما ازددتم تضييقًا سنزداد صلابةً…مستمرّون في اعتصامنا ولن يوقفنا شيء سوى تحقيق المطالب واسترداد الحقوق.

 

 

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :