الضفة الغربية
تواصلت أنشطة الكتل الإسلامية في جامعات الضفة الغربية بشكل دؤوب مع بداية الفصل الثاني في عدد من جامعات الوطن، في ظل الأحوال الجوية القاسية التي غيمت على سماء الأسبوع الثاني من شهر فبراير، ففي جامعة بيرزيت انطلقت لجان مجلس الطلبة والكتلة الإسلامية في إعلان وتنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات، غير عابئين بوعورة الطقس ولا بقصر العطلة ما بين الفصلين، فمنذ اليوم الأول أعلنت اللجنة الثقافية عن مفاجأة خاصة للطلبة، داعيةً إياهم للترقب والإنتظار، كما اختتمت اللجنة منذ يومين مسابقة تفاعلية كان ميدانها الحرم الجامعي وباحات الكليات وسط سعادة وحبور من الطلبة وترحيب بالجهد النشيط الذي كلل بداية الفصل.
أما لجنة العلاقات العامة فقد أعلنت عن مسابقتها IEEEالتي تقدمها بالتعاون مع الفرع الطلابي لجمعية مهندسي الكهرباء والالكترونيات، داعية الطلبة للتسجيل قبل بداية المسابقة التي ستعقد يوم الخميس المقبل في كلية تكنولوجيا المعلومات، والتي رُصد لها جوائز قيمة بقيمة تترواح ما بين 600-400 شيكل.
كما ساهمت اللجنة ذاتها بالتعاون مع نادي الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في تجهيز وتزيين الدائرة بمناسبة عرض مشاريع التخرج، وقدمت قالب حلوى للطلبة يحمل شعار الخريجين، لمشاركتهم فرحتهم وابتهاجهم، وفي الأسبوع ذاته نظمت لجنة العلاقات العامة بالتعاون مع المتطوعين الطلبة، في إطار حملتها "للخير نمضي" زيارة لمعهد جود للتربية الخاصة للأطفال، مقدمة الهدايا والألعاب للأطفال، ومساهمة في دعمهم ومساندتهم من خلال الأنشطة الترفيهية التي قدمها المتطوعون لهم.
ولم تنسَ الكتلة الإسلامية في بيرزيت تحفيز طلبتها وأحبابها في اليوم الأول من بداية الفصل الثاني، فاستقبلتهم بالحلوى وبطاقات العبارات التحفيزية متنميةً لهم بدايةً موافقة لفصل طيب ومعطاء، كما أعلنت عن استكمال مسابقتها القرآنية "نورٌ على نور"، وتسميع المستوى الأخير من سورة يوسف للطلبة والطالبات مع نهاية هذا الأسبوع.
وعلى مستوى التسجيل للفصل الدراسي الجديد فقد اجتمعت اللجنة المالية مع إدارة الجامعة، وأعلنت للطلبة إمكانية تسجيل برنامج الفصل الثاني دون استثناء لأي طالب، مع إعادة برمجة صفحتهم الأكاديمية بما يتناسب وضعهم المالي في الجامعة، كلٌ وفق وضعه وحساب الدين والقسط الخاص به، مع تأكيد سكرتير اللجنة المالية محمد حسن أن اللجنة المالية للكتلة على أهبة الاستعداد وفي كل وقت، لمساعدة أي طالب تواجهه مشاكل في التسجيل أو برمجة الأقساط والديون.
بدورها أطلقت كتلة البولتكنيك حملة "زميلي معتقل" وذلك لمساندة الطلبة المعتقلين في سجون الاحتلال والسلطة، خاصةً وأن الأجهزة الامنية ما زالت تحتجز كلأ من الطلبة محمد بدر وأمين الجنيدي ومحمد نواجعة بتهمة العمل النقابي الطلابي في الكتلة الإسلامية، فقدمت الكتلة للطلبة عدداً من الكتب تحمل رسائل الطلبة الأسرى في سجون السلطة، داعيةً الطلبة للدعاء لهم بالفرج القريب، كما أعلنت عن مسابقتها الالكترونية "الفجر العظيم" مساء يوم الثلاثاء، داعية الطلبة للمشاركة والتفاعل.
أما في جامعة النجاح الوطنية فقد قامت كتلة النجاح للطالبات بتوزيع كرت الاثنين مرفقاً بالحلوى والشوكلاته على الطالبات، في الوقت ذاته وزعت كودات "قانون العمل وقانون الخدمة المدنية" على طلبة كلية القانون، كما قدمت الكتلة لطلبة الهندسة المدنية مساق "مختبر مواصلات 2" فسيتات تناسب احتياجاتهم، وابتهاجاً بعمليات القدس الجهادية كان لأبناء الكتلة أن يشاركوا الحلوى ويوزعوها على طلبة الجامعة، تيمناً أن تكون بادرة النهاية لصفقة القرن ومخططات تهويد القدس.
ومع بداية الأسبوع عقدت كتلة النجاح ندوة سياسية تحت عنوان "صفقة القرن وتداعياتها المحتملة" وسط حضور كثيف من الطلبة والمشاركين، الذين استمعوا لرؤية النائب الدكتور عمر عبد الرازق عن مستقبل هذه الصفقة وإمكانية تطبيقها وما المطلوب فلسطينياً وعربياً للوقوف في وجهها ومنع استكمال مخططاتها.
ورغم هذا الكم من الأنشطة والعطاء، لم تسلم الكتل الإسلامية في جامعات الضفة الغربية من حقد الأجهزة الأمنية وقوات الإحتلال، ففي جامعة بيرزيت تم تحويل ضياء نواورة وعبد المجيد حسن إلى معتقل عوفر بعد استكمال جلسات التحقيق القاسية معهم في المسكوبية، أما في جامعة الخليل فقد قامت الأجهزة الأمنية باعتقال الطالب والأسير المحرر عبد الله مشهور الرجبي، في تجاهل واضح لسياسة الوحدة الوطنية المطلوبة فلسطينياً لتجاوز تداعيات صفقة القرن وآثارها.
وفي جامعة القدس أبو ديس ما زالت الأجهزة الأمنية تواصل طغيانها وتختطف الطالب أيوب مسالمة منذ ما يزيد عن 17 يوماً، قامت خلالها باقتحام منزل عائلته ومصادرة عدد من المقتنيات الشخصية والالكترونية، حيث يهدد استمرار اختطاف الطالب مسالمة بحرمانه من التخرج أسوة بزملائه وأقرانه، في الوقت الذي يواصل جهاز المخابرات الفلسطيني تجاهل قرار المحكمة بالإفراج عنه، والتزام عائلته بدفع كفالة مالية لإطلاق سراحه.
وأما في جامعة البولتكنيك فقد مددت الأجهزة الأمنية اعتقال الطالب محمد نواجعة لـ 7 أيام، والطالب أمين الجنيدي لـ 5 أيام، والخريج أنس الهريني لـ 15 يوماً، والخريج عنان الشحاتيت لـ 5 أيامٍ أخرى، وكانت في يومٍ سابق قد داهمت منزل الطالب محمد نواجعة وصادرت جهازه الحاسوب وهاتفه النقال وكاميرا خاصة به وشاشة تلفزيون بقيمة 8000 شيكل، تحت ذريعة الحاجة لمتابعة إجراءات التحقيق.
وردت الكتلة الإسلامية على هذا الإعتداء بتصريح صحفي تطالب فيه إدارة الجامعة وعمادة شؤون الطلبة ورجالات الخليل الإسلامية والوطنية بالسعي لحماية الطلبة وصيانة حرية الرأي والأنشطة الطلابية، كما تدعو الجامعة للحد من التواجد المستمر لعناصر الأجهزة الأمنية وملاحقاتهم للطلبة داخل الحرم الجامعي، فيما يُعد استهدافاً للطلبة ولجهودهم النقابية.
وفي النجاح الوطنية، ما زال جهاز المخابرات العامة يواصل اعتقال الطالبين عمر ريحان ومؤمن ريحان، متجاهلاً المطالب بإطلاق سراحهما، ومتمادياً بتحويلهما لسجن أريحا المركزي، دون مراعاة لحقوقهم الطلابية والإنسانية.