عشرون عامًا على رحيل الاستشهادي مسك خليل الرحمن ..رائد عبد الحميد مسك

هل من أحدٍ ينسى فِعل رائد مسك وشجاعته؟ هل من أحدٍ لم يقف لحظة ليقول لنفسه كيف ترك رائد مسك الدنيا وما عليها، عائلته بكل دفئها ليقدم روحه فداءً لوطنٍ يزهر في عيون أبنائه ودمائهم.

تعود اليوم الذكرى العشرين لاستشهاد المقاوم في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس رائد مسك، عقب عملية استشهادية استهدفت حافلة للمستوطنين في مدينة القدس المحتلة، وأدت لمقتل 21 وإصابة 150 آخرين.


ولد الشهيد رائد عبد الحميد عبد الرزاق مسك في مدينة الخليل بتاريخ (24-1-1974م)، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الجزائر، أما المرحلتان الإعدادية والثانوية فقد تلقاهما في المدرسة الشرعية للبنين.

  التحق بكلية الشريعة في جامعة الخليل، وحصل على شهادة البكالوريوس، ثم انتسب بعدها لجامعة النجاح الوطنية من أجل الحصول على شهادة الماجستير.

 في ذلك الوقت، أصبح الشهيد مدرسا في مدرسة رابطة الجامعيين، وقد تزوج وأنجب من الأبناء مؤمن وسما ويحيى، وكانت زوجته حامل بابنهم "محمد رائد"، الذي ولد بعد 4 أشهر من استشهاد أبيه، فتربى في بيت جده وفي أحضان والدته.

 وعلى خطى أبيه سار محمد فحفظ القرآن كاملاً، وتوج قبل أشهر بالتفوق في الثانوية العامة وحصوله على 93.3% في الفرع العلمي.

ولم يكن "محمد رائد" الوحيد الذي يتفوق في أبناء الشهيد مسك، فسبقه شقيقه مؤمن الذي حصل على معدل 97%، وشقيقته سما التي تفوقت ب95%.

المجاهد الحافظ
وكان "رائد مسك" قد تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره (15) عاما، ومنذ ذلك الوقت وهو لا يتحدث في أي أمر إلا ويكون القرآن زينة حديثه، ما عكس ذلك على تصرفاته وأخلاقه الراقية وصلته برحمه، كما وأهّله ليكون خطيبا مفوها.

 تميز الشهيد رائد بسرّيته في العمل العسكري، فوفقاً لما ذكره أهله أكدوا أنه لم يكن ممن يتحدث كثيرا في السياسة، بل كان كل حديثه ينصب حول القرآن وإعجازه وأحكامه وأوامره ونواهيه، والأخلاق والعبادات والآداب العامة.

اعتقل لدى الاحتلال عام 1989 وكان عمره (15 عاما) ومكث في السجن مدة عام، توفيت والدته وهو في الاعتقال ليتألم لموتها أشد الألم، حتى كلما استحضر سيرتها كان يبكي.

رغم أن الشهيد رائد لم يدخل الجزء الغربي من القدس في حياته، إلا أن توفيق الله وحده وأخذه بالأسباب كانا سببين كافيين لنجاح عمليته النوعية.

أثناء دراسة الشهيد في جامعة النجاح الوطنية للحصول على درجة الماجستير عزم الشهادة، وصدق الله فصدقه،  ففي تاريخ التاسع عشر من آب 2003، تخفى في ثياب مستوطن يهودي، وصعد للحافلة رقم 12 التي كانت قد خرجت للتو من ساحة البراق محملة بكبار الحاخامات اليهود.

ثم فجر عبوته التي تزن 5 كيلو غرام والتي أدت لمقتل أكثر من 20 مستوطناً وإصابة ما يزيد 150 آخرين، علماً أنها المرة الأولى التي يدخل مسك فيها القدس، فقد شاء الله أن يكرمه ينصرٍ عظيم وشهادة تهتز لها جنبات الخليل وفلسطين فرحاً وفخراً.

وتمكن الشهيد "مسك" من تفجير عبوته شديدة الانفجار، وتزن 5 كغم، وأدت عمليته البطولية لمقتل 20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين.

 كتائب القسام  أكدت أن العملية جاء رداً اغتيال القائد القسامي عبد الله القواسمي.

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :