استيقظ سكان مدينة نابلس صباح اليوم على خبر استشهاد ثلاثة من خيرة شبانها، عُرف من بينهم ابن الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية.
وتناقلت وسائل إعلام صور وفيديوهات لاشتباك مسلح نفذه ثلاثة شبان استهدفوا من خلاله نقطة عسكرية على جبل جرزيم تتمركز فيها قوات من جيش الاحتلال الصهيوني.
ويُعرف عن سعد ماهر الخراز نشأته في أسرة متدينة محافظة، تقطن حارة الياسمينة في البلدة القديمة بمدينة نابلس، وهي الحارة التي أخرجت أقمارًا من شهداء المقاومة الفلسطينية، ووالده هو الشيخ ماهر الخراز الأسير المحرر لسنوات طوال في سجون الاحتلال والداعية المربي الذي تتلمذ على يديه قادة المقاومة والجهاد وشهد صحبة الشهداء مثل الجمالين وصلاح الدين دروزة في إبعاد مرج الزهور، وأمه داعية ومربية فاضلة عُرفت بالتزامها ورعايتها لعائلتها وصبرها على طول غياب زوجها بسبب اعتقالاته المتكررة، وجهادها في مقارعة كيد الاحتلال الذي عاث في منزلها تدميرًا وتفجيرًا وإحراقًا لمراتٍ عدة.
وسعد هو واحدٌ من أبناء الشيخ المجاهد "طاهر، وأسيد، وعروة، وزيد" الذين ذاقوا ويلات الأسر في سجون الاحتلال الصهيوني، حيث اعتقل على يد الاحتلال وهو طالب في جامعة النجاح الوطنية إثر نشاطه في صفوف الكتلة الإسلامية لمدة تزيد عن الثلاث سنوات تلاه اعتقالات متكررة ومتواصلة من قبل الأجهزة الأمنية ما حال دون إكمال دراسته في كلية الهندسة فانتقل للدراسة في كلية الشريعة.
وخلال فترة دراسته في جامعة النجاح الوطنية عُرف سعد بنشاطه وخدمته لإخوانه الطلبة، وكان رئيساً للمؤتمر العام لمجلس الطلبة عن الكتلة الإسلامية في 2005-2006.
وإثر معرفة خبر استشهاد الشبان نعت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح المقاومين الثلاثة، مشيدة بمقاومتهم للاحتلال وسيرهم في درب مقاومة المحتل حتى دحره.
والشهيد المشتبك سعد الخراز متزوج وله من الذرية خمسة أطفال، أصغرهم رضيعة لم تكمل الشهرين من عمرها، لم تمنعه عائلته وأطفاله من استكمال درب خدمة الوطن، فسعى للشهادة مقبلًا غير مدبر، تاركًا الدنيا وما عليها، ليكون عنوانًا لعائلة دربها جهاد وعطائها شهادة ومقاومة.