الضفة الغربية:
يوافق اليوم التاسع من شهر شباط/فبراير الذكرى السنوية الخامسة لرحيل قسامي مجاهد شارك ببسالة في معركة جنين البطولية، إنه الشهيد لبيب عبد الكريم جبر (41 عاما)، حيث ارتقى شهيدا بتاريخ 9/2/2015 متأثرا بمرض غامض حير الأطباء، أصابه عقب إطلاق سراحه من سجون الاحتلال الإسرائيلي بفترة قصيرة.
ميلاده ونشأته
ولد لبيب عبد الكريم جبر في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بتاريخ 23/6/1974، بين ستة أخوات وأخوين، كان ترتيبه الثالث بين جميع إخوانه، تنحدر عائلته من بلدة زرعين المهجرة عام 1948 من قضاء جنين، درس مرحلته الابتدائية والإعدادية في مدرسة وكالة الغوث في المخيم، وانتقل إلى مدرسة حطين في مدينة جنين لتلقي تعليمه الثانوي، وبعد أن أنهى مرحلته الثانوية بمعدل (74%) في الفرع الأدبي، التحق بجامعة القدس المفتوحة لدراسة العلوم الإدارية، ونشط وقتها في صفوف الكتلة الإسلامية، وتسلم إمارتها، وكان مرشحها لرئاسة مجلس الطلبة.
أما حياته المسجدية، فقد بدأت خطوات لبيب للمسجد مبكراً في مسجد المخيم الكبير، حيث تتلمذ هناك في حِلق العلم، ودروس التجويد وتحفيظ القرءان الكريم، وأتمّ حفظ القرآن الذي بدأه في المسجد، خلال اعتقالاته لدى الاحتلال.
اعتقالاته وجهاده
عاصر لبيب الانتفاضة الأولى التي انطلقت عام 1987، وكان ممن شاركوا بقوة في فعالياتها، وكان يشتهر بين صفوف أقرانه بإلقاء الزجاجات الكربونية على دوريات الاحتلال، فعرف عنه شجاعته الكبيرة في مواجهة قوات الاحتلال، وكان من أوائل الملتحقين بصفوف حركة حماس مع انطلاق انتفاضة الحجارة، وخلال مشاركته في إشعال الانتفاضة تعرض لبيب ثلاث مرات للاعتقال من قبل الاحتلال، مكث خلالها مددا متفاوتة في الاعتقال بلغت في مجملها قرابة 37 شهرا.
ومع اجتياح الاحتلال لمخيم جنين في نيسان عام 2002، كان لبيب حاضراً في صفوف المجاهدين، واضعاً نفسه رهناً لقيادة كتائب القسّام في المخيم، حيث تولى إلقاء القنابل اليدوية المحلية الصنع على دوريات وجنود الاحتلال، إلا أنه أصيب في اليوم الثالث للاجتياح بحادثة، نتيجة انفجار عبوة في يده، ما أدى لبتر إصبعيه السبابة والوسطى من يده اليمنى، وإصابته بشظايا في بطنه وخاصرته، وبقي يعاني من ألم الإصابة دون علاج، لصعوبة الخروج من المخيم المطوق من قبل الاحتلال وقتها.