في الوقت الذي يصر فيه بعض الفلسطينيين على أن انتخابات مجالس الطلبة في كلٍ من النجاح وبيرزيت لا تكاد تمثل سوى شريحةً من المجتمع الفلسطيني، وليست انعكاسًا للمتغيرات التي تواجهه.
يؤكد باحثون ومحللون صهاينة أن فوز الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة "حماس" في أهم وأكبر جامعتين فلسطينيين في الضفة الغربية يعبر عن اختبار حقيقي للمزاج العام للفلسطينيين.
وفي تحليلٍ لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اعتبرت فيه أن "فوز حماس قد يدفعها لاستغلال هذا الانتصار لأن جامعة ’بيرزيت‘ رمز للفلسطينيين، وهي إلى جانب جامعة ’النجاح‘ في نابلس تعتبران أهم جامعتين في الضفة الغربية".
ويأتي فوز حماس في الجامعتين رغم ملاحقة واستنزاف مستمر من قبل الجيش الإسرائيلي لطلبة ونشطاء الكتلة الإسلامية، حيث يتهمهم الاحتلال بتنظيم فعاليات "تحريضية"، كما حاول جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) أكثر من مرة إرسال رسائل تهديد لأهالي الطلاب في جامعة بيرزيت، تفيد بأن اختيار الكتلة الطلابية التابعة لحركة حماس يشكل دعماً لمنظمة إرهابية، وبالتالي فهم يعرضون أنفسهم لاحتمال اعتقالهم لاحقاً.
جهاز الشاباك نشر بيانًا أشار فيه إلى أن الجامعات تعتبر مرتعًا للإرهاب ومكانًا تؤسس فيه الخلايا العسكرية، معتبرًا أن الأهمية الكبرى التي تنسبها قيادة حماس للنشاط الطلابي من خلال مجموعاتها في الجامعات تنبع من أنها أساس لتجنيد وتدريب عناصرها في الضفة الغربية.
وقال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم وفقاً لموقع "المعهد الأورشليمي" لشؤون العامة والدولة، إن "نتائج انتخابات جامعة بيرزيت يجب أن تقرع الأجراس أمام قيادة السلطة الفلسطينية بأن الجيل الفلسطيني الشاب يدعم حماس في الضفة الغربية ويؤيد أفكارها السياسية والمسلحة ضد إسرائيل، وإنه مع استمرار الانتفاضة لا المفاوضات مع إسرائيل".
محلل الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أكد أن "إسرائيل لديها قلق كبير من توجهات الرأي العام للجيل الجديد في الضفة الغربية وتأييدهم المقاومة، بخاصة مع ظهور تشكيلات مسلحة مثل عرين الأسود وكتيبة جنين وأريحا وبلاطة، ويتفاقم هذا القلق مع تراجع شعبية السلطة الفلسطينية وحزبها وقدرتها على الإمساك بزمام الامور".
ومع نتائج الانتخابات الطلابية الأخيرة، ازداد الربط الأمني الصهيوني من أن حركة حماس ستزداد قدرةً على إعادة بناء خلاياها واستجماع قوتها، بالنظر لتراجع شعبية السلطة وعجزها المتزايد.
ووفقاً للاستطلاع الأخير الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في مارس الماضي فإن غالبية ساحقة في أوساط المستطلعين وصلت 71 في المئة، مع عمليات إطلاق النار على المستوطنين، وبينت النتائج أن 68 في المئة من المستطلعة آراؤهم يؤيدون تشكيل مجموعات مسلحة أخرى مثل "عرين الأسود" و"كتائب جنين" لا تحصل على التعليمات من السلطة الفلسطينية.
وقالت غالبية من 69 في المئة بأنها لا تعتقد بأن انتخابات تشريعية أو انتخابات تشريعية ورئاسية ستجرى قريباً، وعندما سئلوا عن كيفية كسر الطريق السياسي المسدود بين الفلسطينيين والإسرائيليين أجاب 54 في المئة بالكفاح المسلح، و23 في المئة بالنضال الشعبي، و18 في المئة بالمفاوضات.