الذكرى الأولى لعملية البطولة والإباء.. يوسف ويحيى أبناء الأرض وبوصلة مقاومتها


تمر في مثل هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لعملية "أرئيل" القسامية، والتي نفّذها مجاهدان من كتائب الشهيد عز الدين القسام في الـ28 من أبريل لعام 2022م، حيث انطلقت رصاصات العزّ لتقتل مغتصب وتصيب آخر.

فليل الجمعة 28 رمضان 1443هـ الموافق 29 أبريل 2022م وعلى أبواب مستوطنة أرئيل  نُفّذت عملية نوعية، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسـام الجناح العكسري لحركة "حماس"، مسئوليتها الكاملة عنها.

وتزامنا مع وقت الإفطار في اليوم ما قبل الأخير من شهر رمضان، كانت عائلتا محمد مرعي (50 عاما) وسميح عاصي (45 عاما) على موعد مع اقتحام كبير نفذه جيش الاحتلال لمنزليهما في بلدة قراوة بني حسان قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، أعقبه اعتقالهما و5 من أبنائهما بينهما المقاومات يحيى ويوسف، ثم نشر صورهما وسلاح العملية.


وقد تسللت قوات خاصة إسرائيلية عبر مركبات مدنية وحاصرت بشكل مستقل منزلي محمد مرعي وسميح عاصي ثم دهمتهما مع جنود الاحتلال الذي ما لبث أن اقتحم القرية بنحو 40 آلية عسكرية تقلّ عشرات الجنود المدججين بالسلاح.

ومن بين ذويهم، اعتقل الجنود يحيى مرعي (20 عاما) ويوسف عاصي (21 عاما)، واعتدوا عليهما بالضرب المبرح أمام عائلتيهما، وأجبروهما على خلع ملابسهما، واقتادوهما مكبلين إلى دورية الاعتقال.

ثم عاد الجنود ليعتقلوا والد يحيى وشقيقه منتصر (16 عاما) ووالد يوسف وشقيقيه: عُمير (16 عاما) وبلال (15 عاما)، وتم التحقيق ميدانيا مع العائلتين وسط تنكيل بأفرادهما وعبث وتخريب لمنزليهما، ومصادرة مركبة والد يوسف.


أما العملية فقد وثقتها كاميرات الاحتلال ونشرتها، إذ اقتحم "المنفذان" يحيى ويوسف المدخل الغربي لمستوطنة أرئيل الجاثمة فوق أراضي مدينتهما (سلفيت) بمركبة تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية، وما إن وصلا حتى فتحا النار من بنادقهما الخاصة المصنعة يدويا والمعروفة "بالكارلو" صوب المحرس وأطلقا على جندي أوكلت له مهمة الحراسة فسقط قتيلا قبل الانسحاب بحرفية عالية وكأن شيئا لم يكن.

وحسب أقربائهما، تربط بين يحيى ويوسف فضلا عن القرابة فهما أبناء خالة علاقة صداقة متينة أساسها تقارب بالسن وبوح مشترك وصفات كثيرة تجمعهما أهمها "الهدوء التام ومحبة الناس وكتمان السر".

ومنذ عامين أنهى يحيى ثانويته العامة من مدارس قريته قراوة بني حسان ولم يتمكن من السفر إلى الخارج لإكمال دراسته الجامعية بسبب تفشي فيروس كورونا، فآثر البقاء إلى جانب والده محمد الأسير المحرر ورجل الأعمال الناجح، فالتحق بجامعة النجاح بنابلس ودرس بها المحاسبة.وظل يساعد والده بأعماله في شركتهم الخاصة بالمفروشات لا سيما أنه الابن البكر بين 6 من الأبناء لوالده بين الذكور والإناث.

وأطلق محمد مرعي (والد يحيى) اسم يحيى على نجله تيمّنا بالقائد القسامي الشهيد يحيى عياش الذي كان رفيق دربه في المقاومة، واعتقل مطلع ونهاية تسعينيات القرن الماضي مرات عدة قضى خلالها 12 عاما متنقلا بين مختلف سجون الاحتلال، وحكم في إحداها 9 سنوات متواصلة بسبب إيوائه أحد الاستشهاديين.

ومثل يحيى، كان صديقه يوسف يعمل بأحد منشآت البلدة التجارية من دون أن يكمل تعليمه، غير أنه تعرَّض للاعتقال لدى الاحتلال الإسرائيلي وأفرج عنه قبل نحو عام بعد قضائه 6 أشهر في سجونه.

بدورها أكدت الكتائب في بيانٍ عسكري لها، بأن العملية جاءت ردًا على عدوان الاحتلال الهمجي الغاشم على المسجد الأقصى المبارك وعلى المصلين في ساحاته في عنجهية وصلف لم يحسب العدو عواقبه بعد.
مضيفة "العملية جاءت ضمن سلسلة من عمليات الرد على تدنيس أقصانا والعدوان عليه"، مشددة على أنها لن تكون الأخيرة بعون الله.

وتحيط بقراوة بني حسان 7 مستوطنات إسرائيلية تصادر إحداها أراضي من القرية البالغة مساحتها نحو 10 آلاف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، في حين يعتقل الاحتلال 15 شابا من القرية، يقضي أحدهم وهو عبد العزيز مرعي حكما بالسجن 35 عاما بتهمة مساعدة الشهيد مهند الحلبي بتنفيذ عملية طعن عام 2016 في القدس وقتل إسرائيليين.

 

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :