مازن فقها..ابن كتلة النجاح وشهيد أرض غزة الإباء

من طوباس بدأ..وفي غزة كانت النهاية.. أسيراً محرراً بطلاً مقاوماً،  باذلًا معطاءً..خيره يسبقه كما عرف عنه، حتى أنه كان يستعد لمساعدة عابرٍ في الطريق، فأرداه العابر بسبع رصاصاتٍ في صدره، ليرحل عن الدنيا شهيداً كما تمنى.

ولد الشهيد مازن محمد سليمان فقها في بلدة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، في الـ   24 من أغسطس من عام 1979.

عرفته المساجد مبكراً، فتعلق بها وحفظ القرآن الكريم، أنهى تعليمه الثانوي في طوباس، ثم أكمل دراسته في كلية الاقتصاد بجامعة النجاح، وتألق هناك كأحد رواد وأعلام الكتلة الإسلامية، وكان مرافقاً في دربه لقيس عدوان، ومهند الطاهر ويوسف السركجي وآخرين من قادة المقاومة في المدينة.

نتيجة عمله المقاوم اعتقلته السلطة مراراً وتكراراً، كان آخرها عام 2001، بتهمة مقاومة الاحتلال وامتلاك مواد متفجرة كان يهم الشهيد بنقلها إلى قيادة القسام في مدينة جنين،  وأفرج عنه بضغط من أهالي مدينته؛ بسبب نية قوات الاحتلال التقدم تجاه السجن الذي كان معتقلاً فيه، ليصبح بعدها مطاردًا للاحتلال.

عمل بعد الإفراج عنه من سجون السلطة في إعادة تشكيل خلايا القسام وبنائها في مدينة طوباس، كما شارك القائد نصر جرار في إعادة تشكيل خلايا القسام في جنين، وبعد فترة من مطاردة القائد فقها، جرى اعتقاله يوم الاثنين 5 أغسطس 2002 بعد حصار دام 6 ساعات والحكم عليه بتسعة مؤبدات، وقد تم اعتقال والده وشقيقه وتدمير منزله بشكل كامل.

خلال الاعتقال لاقى صنوفًا من العذاب داخل أقبية التحقيق التي مكث فيها ما يزيد على 90 يومًا، ولم يعترف بأي من التهم التي وجهت إليه، أما في لائحة اتهام الشهيد الفقها فيظهر دوره البارز في المقاومة، فقد أشرف على عملية صفد التي نفذها الاستشهادي القسامي جهاد حمادة من الأردن، والتي قتل فيها 15 جنديًا إسرائيليًا وأصيب العشرات، وكان معظمهم من خبراء مفاعل ديمونا.

كما أشرف على عملية مفرق "بات" الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي محمد هزاع الغول على مقربة من مغتصبة "جيلو" بالقدس عام 2002م، والتي قتل خلالها 19 إسرائيليًا وجرح العشرات، أمام هذه اللائحة حُكم عليه بالسجن لـ 9 مؤبدات وخمسين سنة إضافية.

تحرر فقها من سجون الاحتلال في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وكان ضمن مبعدي الصفقة إلى قطاع غزة.

تعرض فقها في يوم الجمعة الموافق 24 مارس 2017 لعملية اغتيال أمام منزله بحي تل الهوى في مدينة غزة، وذلك بأربع رصاصات بمسدس كاتم للصوت، من قبل عملاء للاحتلال الصهيوني.

ووفاءً للقائد فقها عملت الأجهزة الأمنية بغزة على مدار الساعة حتى تمكنت في أقل من شهرين من إلقاء القبض على المنفذين الرئيسيين لاغتيال فقها، في عملية أطلقت عليها " فك الشيفرة 45"؛ والتي أسفرت عن اعتقال 45 عميلًا للاحتلال، بينهم ثلاثة ساهموا مباشرة في تنفيذ عملية الاغتيال.

 

انتهت عملية "فك الشيفرة 45" بإصدار المحكمة الدائمة في جهاز القضاء العسكري بقطاع غزة أحكامًا نهائية بالإعدام على ثلاثة مدانين باغتيال القائد في كتائب القسام مازن فقها، وقد أُعدموا لاحقًا.

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :