من قلاع المجد والوفاء جدد نشطاء المقاومة في الضفة الغربية التحية للمقاومة وذراعها الصلب حركة المقاومة الإسلامية حماس في ذكرى ولادتها الخامسة والثلاثين، ماضين بعزيمة وتحدٍ عنوانه "آتون كطوفانٍ هادر".
حفلٌ مثل انطلاقة أخرى متجددة للحركة التي تحاول أجهزة السلطة وقوات الاحتلال اجتثاثها بكل الطرق، فما بين الاعتقال والاختطاف والترهيب والاستدعاء والاغتيال والملاحقة تتوالى حياة نشطاء المقاومة في الضفة الغربية، لكن هذا بأكمله لم ينزع فيهم فتيل المقاومة بل زادهم أوارًا فاجتمعوا إلى جامعة الشهداء يتوافدون ويتقاطرون لإحياء الذكرى والإنطلاقة.
سبق الحفل عرضُ عسكري جاب جامعة بيرزيت، مثل نموذجًا مصغرًا لما تخشاه اسرائيل وترتعد منه الأجهزة الأمنية، شبانٌ يحملون الرايات الخضراء، قلوبٌ تهتف، ونسوة يحتشدن، جمعهم طوفانٌ هادر، تشهد الضفة منه قطرات تطرق السد الذي يكاد يتصدق، حتى يخرج السيل والطوفان الذي سيدحر المحتل وأعوانه من قبله.
بعد العرض العسكري، وقسم المقاومة واستعراض صور الشهداء وملامحهم التأم الحفل، في قاعة الشهيد كمال ناصر التي امتلأت عن آخرها، في مشهدٍ مهيب له ما بعده.
في الحفل تحدث الشيخ العاروري، معربًا عن سعادته بحفل الانطلاقة في جامعة بيرزيت حاضنة المقاومة والشهداء، مؤكدًا أن حماس حركة وطنية بمرجعية اسلامية لذا فما يجمعها بجامعة بيرزيت وما يرسخ مكانتها الخاصة وريادتها هو قدرة طلبتها على التعبير عن القضايا الوطنية.
وأكد الشيخ المجاهد أن ذكرى المقاومة لا يمكن أن تمر بدون استذكار جواد أبو سلمية أبرز شهداء جامعة بيرزيت، ورفيقه صائب، وما تعرضت له جامعة بيرزيت من حصار، معتبرًا أن درب الكرامة يتجدد ما بين جواد أبو سلمية وجواد الريماوي، وما بينهما من تيجان شرف مثل يحيى عياش، ومروانٍ وإبراهيم.
كما عبر الشيخ عن استيائه وأسفه الشديد للاعتداء على الطلبة، متسائلًا ما الهدف من هذه الإجراءات التي تستهدف من يعمل في وجه الاحتلال، ولا تستهدف السلطة، في المقابل تقوم حركة فتح بإحياء مناسباتها في قطاع غزة وآخرها استشهاد ياسر عرفات بكل أريحية، وبدون منغصات.
وتساءل الشيخ عن الذي تنتظره السلطة من المجتمع الدولي أو الاحتلال أو الولايات المتحدة، فيما تواصل استهداف الشباب الفلسطيني الثائر، داعيًا الأجهزة الأمنية لإصلاح أخطائها والتراجع عن ما تقوم به من عار وامتهانٍ للجسد الفلسطيني.
ولفت الشيخ الانتباه إلى القوى الفلسطينية الداخلية والإقليمية التي تستهدف إجهاض المقاومة، لكن من يقف في وجهها هو زخم الشباب وعنفوانهم في الضفة الغربية، فهم رأس الحربة في مواجهة الاحتلال، مؤكدًا أن حماس لم ولن تختبأ خلف شعارات فارغة، وأنها ستواصل المقاومة والدفاع عن الأرض والشعب، فهذا خيارها وليس لها ولن يكون خيارٌ آخر.
وفي نهاية خطابه اعتبر الشيخ العاروري أن المقاومة أثبتت هذا العام أنها قادرة على ضرب الاحتلال في كل مكان، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني في كل مكان داعم للمقاومة، فيما لن يرحم كل من يخذل المقاومة أو ينقلب عليهم، فالأيام الآن هي أيام نصرٍ على المحتل ودحرٍ له من مخيم جنين، مرورًا بعرين الأسود، وحتى خليل الرحمن، فميدان التنافس اليوم هو المقاومة.