ابن جامعة النجاح الوطنية، وعنوان البطولة في بلدته، سطع اسمه مطاردًا ومقاومًا حتى اختاره الله بجواره.
ولد الشهيد القسامي نشأت غالب أبو جبارة عام 1977م في بلدة كفر اللبد شرق مدينة طولكرم وترعرع فيها شابا مهذبا مؤمنا ملتزما بالمسجد ويترعرع فيه على مائدة الرحمن وشرعه الحكيم .
الرجل الصامت
التحق شهدينا القائد الذي عرف بصمته وتفكيره الجاد بان يقدم للدين والوطن جود حياته في صفوف حركة المقاومة حماس وهو في سن مبكر جدا والتحق بعدها في جامعة النجاح الوطنية قسم الشريعة ، حيث التحق بصفوف الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس وبات احد نشطائها البارزين.
قسامي عنيد
ولكن الشهيد المغوار لم يكتفي بالنشاط الطلابي والأكاديمي بل طمح لطريق ذات الشوكة والجهاد في سبيل لله حتى ينتقم ممن اغتصب أرضه وجماهيره حيث انضم في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة .
الإسلامية حماس في السنة الرابعة من دراسته وبات يعمل في بداية الامر بسر كبير وبدأ مع مجموعة من طلاب الجامعة المنضمين في الكتائب في تنفيذ سلسة من عمليات المقاومة في قبل مغتصبات نتانيا والخضيرة بتفجير عدد من العبوات في داخل الخط الأخضر عام 1999م أسفرت عن إصابة اكثر من 60 صهونيا .
اعتقال منذ ذوي القربة
ولكن إرادة الله شاءت أن تنكشف هذه المجموعة القسامية الفاعلة في تلك الفترة وكان من بينهم الشهيد نشأت أبو جبارة وذلك اثر انفجار داخلي لسيارة مفخخة كان يعدها الشهيد نبيل أبو خاطر ومجاهد اخر أصيب بجراح خطرة حيث تم اعتقل المجاهد من قبل السلطة في بداية عام 2000م وانكشف أمر الشهيد أبو جبارة والشهيد القسامي القائد كريم مفارجة اللذان اعتقلا من قبل السلطة والأسير القسامي محمد بركات من قبل سلطات الاحتلال .
وتنقل الشهيد نشأت أبو جبارة بين سجني أريحا ورام الله لأكثر من عام نصف الى أن جاء الفرج بعدما تمكن الشهيد ابو جبارة والشهيد القسامي جميل جادالله من الهروب من سجن رام الله والسير على الأقدام الى منطقة نابلس .
ويعود الاسد الى عرينه الاول
وبعد ذلك اضحى الشهيد ابو جبارة مع مجموعة من قادة القسام في شمال الضفة وخاصة من تابلس ومنهم السركجي وحلاوة وابو هنود والحنبلي ودروزه ومرشود وعباس السيد ومعمر شحروري وفواز بدران وقيس عدوان ونزيه ابو السباع وسائد عود النار التي تكوي قلوب واكباد بني صهوين عبر العديد من العمليات الاستشهادية الكبيرة في حيفا ونتانيا وتل ابيب وكفار سابا في داخل الخط الاخضر ومستوطنات الون مورية ويستهار وايتمار وافني حيفتس وارئيل وعمونئيل في الضفة الغربية .
وتعرض القائد المغوار خلال عملية المطاردة من قبل قوات الاحتلال للاعتقال من قبل السلطة لساعات اثناء تواجده في بلدة عصيرة الشمالية في يوم 18/5/2001م في اليوم الذي حاولت قوات الاحتلال اغتياله بقصف سجن نابلس المركزي لكن الله نجاه حيث افرج عن ابو جبارة ايضا من داخل سجن نابلس قبل القصف بساعة تقريبا .
وشارك شهيدنا البطل في التصدي للاجتياحات الكبيرة التي تعرضت لها مدينة نابلس في الفترة التي كان مطاردا فيها في شهري اذار ونيسان وعرف عنه مقاومته الشرسة لقوات الاحتلال .
رجل مصنع بكفاءة
كما ان قوات الاحتلال كانت تؤكد بان الأحزمة الناسفة التي كان يصنعها ذات فعالية كبيرة واثار مدمرة على قوات الاحتلال والمستوطنين الصهاينة ، حيث اعتبرت قوات الاحتلال اعتقاله امرا ضروريا اثر استشهاد عدد كبير من قادة القسام الكبار اذا اعتبرته احد القادة الكبار المسؤلين عن القسام في شمال الضفة .
قوات الاحتلال لم تفارق بلدة كفر اللبد في الاشهر الأخيرة لحياته حيث ظلت تقتحم منزل الشهيد وتعتقل اخوته ووالده واقاربه وتمنع التجول على البلدة في محاولة منها للوصول الى " اسد وادي الشعير " اللقب الذي عرف عن الشهيد في منطقته .
وحانت الشهادة
وحان موعد الشهادة حيث كان الشهيد في يوم السادس والعشرين من شهر أيلول عام 2002م قد أحس أثناء تواجده في احد مغر منطقة الخلايل غرب قريته كفر اللبد والتي لا تبعد سوى مئات قليلة من الأمتار من مستوطنة افني حيفتس .
ومنذ ساعات الفجر الاولى استعد الشهيد وكمن للقوات الخاصة التي بدات تحاصر المغارة من كل الجهات .
لكن الأسد الهصور القسامي العملاق استعد لهم وبادر بإطلاق النار عليهم بشكل مفاجي والقى عليهم العديد من القنابل اليدوية كما قال شهود عيان من المنطقة الامر الذي أدى الى مقتل قائد الوحدات الخاصة في شمال الضفة الغربية العقيد ايهود مرمشتاين الذي اعتبرت قوات الاحتلال بانه سيكون قائد لجيش الاحتلال بعد عشرين عام ، اضافة لمقتل جنديان وإصابة عدد من الجنود .
وبعد ستة ساعات من الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال والوحدات الخاصة استشهد البطل نشأت في صباح يوم الخميس وهو مصر على حمل سلاحه بعد استشهاده ورافع اصبع السبابة يشهد لله تعالى .
وبعد استشهاده اجبرت قوات الاحتلال اهل الشهيد على التعرف عليه ثم قامت بتسليم جثمانه الطاهر لهم ولكنها عبر ت عن حقدها عليه بنسف منزل ذويه ي ذلك اليوم .
وماهي الا ساعات حتى انتشر خبر استشهاد القائد العملاق وبدات طولكرم وقريته كفر اللبلد والقرى المجاورة تعبر عن غضبها من خلال التوافد على المستشفى الحكومي والتكبير والتهليل والتنديد بالجريمة.
كما شارك الاف في جنازة الشهيد ومشو على الاقدام من بلدة عنبتا المجاورة وصولا الى كفر اللبد لتشييع جثمان الشهيد المغوار الذي ابي الا ان يروي بدمه الطاهر ارض قريته ويستشهد فيها .