الشهيد إياد خنفر.. طلب الشهادة فنالها بكل صدق

في بلدة الرامة جنوبي محافظة جنين بزغ نور الشهيد اياد رضوان خنفر24عاما، بين أحضان أسرة فلسطينية متواضعة عرفت بتدينها والتزامها وبساطة عيشها وسمو هدفها، لقد نشأ وترعرع شهيدنا على حب الجهاد والمقاومة فبذل الغالي والنفيس فداء للدين والوطن، فمنذ نعومة أظافرة تردد شهيدنا على المسجد وأصبح من أعمدته حيث كان يؤدي الصلاة خاشعاً لله متوكلاً عليه حق توكله كما حرص شهيدنا على حضور اللقاءات والجلسات الدينية وقراءة وتجويد القرآن الكريم.

تميز الشهيد اياد رحمة الله بحبه الشديد لوالديه فأطاعهما نعم الطاعة ولبى احتياجاتهما دون تردد، وأكن لهما كل التقدير والاحترام لأنه يدرك بأن رضا الله من رضى الوالدين لذلك كان محبوباً جداً عند والدته ووالده ، "الأخ الحنون البار العطوف طيب السمعة طيب القلب" بهذه الكلمات نطق شقيقه عند الحديث عن اياد حيث كانت تجمع بينه وبين إخوانه وزملائه علاقة محبة ومودة، كما تميز بعلاقته الطيبة مع جميع من عرفهم فقد كان الأخ الحنون الصادق المخلص والجار الطيب والكل يشهد له بحسن الخلق وطيب المعاملة، ليحظى بمحبتهم ويفوز برضا الله جل وعلا.


التحق الشهيد اياد في مدراس قريته ، وأنهى دراسته الإعدادية فيها،حيث كان متميزاً في دراسته ومحبوبا بين زملائه فكل من عرفه يشهد له بالهدوء والصفاء، انتقل شهيدنا بعدها ليكمل مشواره الجامعي في جامعة النجاح والتحق بكلية الآداب قسم "الجغرافيا"، لينضم إلى ركب الإخوان فكان عضوا فاعلا في صفوف الكتلة الإسلامية وتميز شهيدنا بروح عالية من الصبر والتحمل حيث برز من خلال اللجنة الاجتماعية للكتلة فكان نعم الأخ الذي يبذل من وقته وجهده في سبيل الله وخدمة زملائه وكان مطيعا ومبادرا في كل نشاط ، ولكن مشيئة الله حلت ولم يكمل شهيدنا دراسته حيث أراد له الله أن ينال الشهادة الجهادية قبل شهادته الجامعية بعد أن أحب الخوض في المشوار الجهادي ليجاهد بروحة ودمه في سبيل الدين والوطن.

 
وفي واقعة استشهاد اياد يسرد أحد أصدقائه الأحداث حيث كان يسكن معه بنفس المكان فيقول في حوالي الساعة 3:50 فجر يوم الثلاثاء الموافق 24/6/2008 استيقظت أنا وزميلاي أياد رضوان عبد الرحمن خنفر 24 عاماً ومحمد وليد جمعة 21 عاماً على صوت انفجار أدى إلى سقوط باب الشقة التي نسكن فيها وسقوط زجاج النافذة فوق رأسي ، تبين انه ناتج عن زرع القوات الخاصة لمتفجرات على باب الشقة المجاورة لنا إلى أن التصاق الشقتين أدى إلى إحداث تدمير لشقتنا حيث أصبنا بحالة هلع وخوف شديدين ونهضنا عن أسرتنا.

وأضاف صديق الشهيد كان أول من نهض ووقف على الأرض إياد، وعلى الفور فتح الجنود النار عليه وهو داخل الغرفة، وأصيب بعدة أعيرة نارية وسقط على ظهره على سريره ، أما أنا ومحمد عدنا مباشرة وارتمينا على أسرتنا والرصاص يتساقط فوق رؤوسنا وبجانبنا واستمر ذلك مدة أربع إلى خمس دقائق قبل أن تتوقف عملية إطلاق النار نهائياً ، بعد ذلك فوجئنا بحوالي عشرين جندياً صهيوينا فوق رؤوسنا في الغرفة وانتشروا في الشقة وشرعوا بتفتيشها ونقلونا إلى منطقة أخرى حتى تأكدوا من انتهاء العملية فأطلقوا سراحنا لنعود سريعا إلى داخل الشقة فنجد اياد مضرجا بدمائه الزكية وقد غادرت روحة إلى بارئها فكان له ما تمنى .


في عملية الاغتيال الجبانة التي نفذها الاحتلال استشهد بالإضافة إلى الشهيد اياد خنفر شهيد آخر من حركة الجهاد الإسلامي هو الشهيد طارق أبو غالي ، وككل الشهداء الذي سبقوه من جامعة النجاح كان حق لإياد أن يقام له بيت للعزاء في الجامعة ويجهز بوستر يحمل صورته رحمه الله ، إلا أن مطابع نابلس جميعها رفضت طباعة البوستر للشهيد وأرجع أصحاب المطابع قرارهم بتحذيرات أجهزة فتح الأمنية لهم طباعة أي بوستر لشهيد من حماس أو الكتلة الإسلامية، وأضاف أصحاب المطابع أن هذه الأجهزة وقعتهم على غرامات مالية ضخمة في حال خالفوا هذا القرار.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك ألغت إدارة الجامعة بيت عزاء الشهيد الذي قررت الكتلة الإسلامية فتحه ، وذلك بسبب رفض حركة الشبيبة الطلابية وتهديدها بتحويل ساحات النجاح إلى دم ، لتؤكد الكتلة الإسلامية في حينه أنه إذا كانت حركة الشبيبة الطلابية لم تحترم دماء الشهداء فكيف ستحترم أي اتفاق يرجع العمل الطلابي إلى الجامعة .

ليرتقى اياد شهيدا يشكو إلى الله ظلم ذوي القربى قبل ظلم عدوه الذي قتله ، ويهنأ إياد بجنة عرضها السماوات والأرض هناك حيث لا احتلال ولا منافقين ولا ظالمين ، وتزفه ملائكة الرحمن عريسا إلى الحور العين فرحا بما انعم الله عليه ومستبشرا بإخوانه من بعده ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

 

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :